تتسم الكتابة القصصية للقاصة مليكة مستظرف بخصوصياتها وطابعها الصدامي، فهي كتابة متحررة من سلطة الرقابة وزيف المواضعات الاجتماعية، تقوم على شحذ اللغة بأسلوب جريء لا يستكين ولا يهادن، يصر على كشف عورات المجتمع، وتعرية قبحه، والحفر عميقا في لا وعيه، والكشف عن أعطابه واختلالاته. إنها كتابة ملتزمة تنصت لنبض المجتمع، وتلتقط أحزانه وآلامه وهمومه. وتتوغل عميقا في جراحاته، وترسم أحلامه المصادرة. كما تفضح عجزه واستكانته وخنوعه وانغلاقه ضمن منظومة قيمية ترسخ الزيف والنفاق والخداع والتواطؤ. لذلك، فإن كتابتها أشبه بصراخ في وجه مجتمع يستكين لتناقضاته وأعطابه، ويعيش حالة انفصام حادة بين المظهر والمخبر، بين الرغبة والفعل، بين الإرادة والواقع.