أكد القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير "حسين طنطاوي" في بيان وجهه للشعب المصري أمس الثلاثاء، على أن القوات المسلحة ليست بديلاً عن الشرعية.. وقال "كنا وما زلنا على قرارنا الأول منذ انطلاق ثورة يناير بعدم إطلاق النار على أي متظاهر". وأكد المشير "طنطاوي" أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل استقالة الدكتور "عصام شرف" وكلفها بالإستمرار في العمل لحين تشكيل حكومة جديدة، والالتزام بإجراء الإنتخابات البرلمانية في مواعيدها المقررة، وإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية قبل نهاية شهر يونيو 2012. وأكد "طنطاوي" استعداد القوات المسلحة التام لتسليم المسئولية فورا إذا أراد الشعب ذلك ومن خلال استفتاء شعبي إذا ما اقتضى الأمر. وشدد "طنطاوي" على أن القوات المسلحة ترفض محاولات تشويه صورتها وتوجيه الإتهامات لها، وقال "إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتحمل المسئولية ولا يطمح في الحكم". من ناحية أخرى استقبل مئات ألوف المتظاهرين خطاب المشير طنطاوي بترديد الهتافات الغاضبة والمنددة بما جاء بالبيان، كما رفع عشرات آلاف المتظاهرين في الإسكندريةوالسويس الأحذية للتعبير عن رفضهم للخطاب. وفي ميدان التحرير بالقاهرة هتف المتظاهرون إثر انتهاء الخطاب "إرحل إرحل إرحل إرحل" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" و"ثوار أحرار حنكمل المشوار". وانتقد المتظاهرون الخطاب واعتبروه لا يلبي مطالبهم مشددين على ضرورة تسريع نقل السلطة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتحمل مسئولية الفترة المقبلة حتى تسليم السلطة لرئيس منتخب في موعد أقصاه أبريل المقبل. يأتي ذلك، فيما لا تزال الإشتباكات متواصلة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي في شارعي محمد محمود والفلكي، وقال شهود عيان أن الأمن المركزي كثف إطلاق الغاز والرصاص المطاطي على المتظاهرين بعد بيان المشير. واستقبل المتظاهرون أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية خطاب المشير "طنطاوي" برفع الأحذية تعبيرا على الإحتجاج ، وردد المتظاهرون الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف هتافات منها: "يسقط يسقط حكم العسكر". من ناحية أخرى، استقبل المتظاهرون أمام مديرية أمن الإسكندرية خطاب المشير طنطاوي بالهتاف: "مش حنمشي هو يمشي". كما استقبل متظاهر السويس الخطاب برفع الأحذية، مرددين هتافات :”إرحل يعني إمشي". وكان المتظاهرون قد أقاموا شاشات عرض بوسط ميدان الأربعين لمتابعة الخطاب وقام الآلاف خلال الخطاب برفع الأحذية وترديد هتافات ضد الخطاب. فيما تواصلت لليوم الخامس على التوالي الإشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن بشارع محمد محمود المؤدي لميدان التحرير حيث يعتصم الآلاف للمطالبة برحيل المجلس العسكري وتخليه عن السلطة لحكومة إنقاذ وطني أو مجلس رئاسي مدني. وطرد متظاهرون الدكتور "عمرو حلمي" وزير الصحة من الميدان أثناء عقده مؤتمرا صحفيا أمام مسجد "عمر مكرم".. وقال مرافقون للوزير أنه جاء لتفقد المستشفيات الميدانية لكن المتظاهرون اتهموا الوزير بالمشاركة في عملية القتل الممنهج التي يتعرضون لها بالتحرير وقارنوا بينه وبين موقف الدكتور "عماد أبو غازي" وزير الثقافة الذي استقال احتجاجا على العنف الذي تم التعامل به مع المتظاهرين. وفيما بات الآلاف ليلتهم بالتحرير بعد موقعة الغاز وخطاب المشير تزايدت بشكل لافت أعداد الخيام في الكعكة الحجرية أو أمام مجمع التحرير .. فيما تتواصل الإشتباكات بشارع محمد محمود ويستمر إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على منطقة الفلكي وشارع محمد محمود. وقال أطباء بالمستشفى الميداني إن متظاهرين استشهدا مساء أمس نتيجة اختناقهما بالغاز فيما أصيب العشرات إما اختناقا من الغاز المسيل للدموع وإما جرحى من جراء إطلاق الأمن للرصاص المطاطي والخرطوش على المتظاهرين.. وقال طبيب بالمستشفى الميداني المجاور لمسجد "عمر مكرم" أن عدد الإصابات عنده من أمس لليوم تجاوز ال 200 مصاب معظمهم اختناقات وإصابات بطلقات مطاطي.