أتى اختيار مركز الدراسات التاريخية و البيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لموضوع الريف و إشكالية التنمية لمناقشتها أيام 29/30/31 أكتوبر الجاري بالحسيمة بغرض تسليط الضوء على الدينامية التنموية التي يعرفها الريف حاليا وكذا على بعض جوانب التهميش الاقتصادي، الاجتماعي والمجالي التي لازالت تعاني منها منطقة الريف. وتقترح اللجنة المنظمة أن تتمحور هذه الندوة حول النقاط التالية الريف: المجال الجغرافي و العزلة التاريخية؛ الريف: المؤهلات و الاكراهات الاقتصادية، الاجتماعية والمجالية للريف؛ مظاهر التهميش الاقتصادي الاجتماعي والمجالي للريف؛ ردود فعل الساكنة الريفية: الهجرة، الأنشطة الاقتصادية والعمل الجمعوي؛ المراكز والأقطاب الحضرية بالريف. وذلك بتنسيق بين كل من محمد أيت حمزة ، حسن رامو وصباح علاش وتتكون اللجنة العلمية من نفس الباحثين بالإضافة إلى المحفوظ أسمهر ،الوافي نوحي وعلي بن الطالب. وإذا كانت الهجرة قد ساهمت بشكل ما في حل بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للساكنة، فإن ذلك حرم منطقةالريف من أنشط وأكفء الطاقات البشرية وساهم في تنامي الهجرة القروية و جمود الاقتصاد. كما أن تزايد الضغط الديموغرافي وأحادية الاقتصاد القروي الفلاحي أدى إلى إحداث خلل في المنظومات البيئية وبروز عدة مظاهر للتدهور الايكولوجي (تربة، غطاء نباتي، ماء، الخ). كل هذا دفع الدولة ومنذ الاستقلال إلى وضع برامج تنموية نذكر منها على الخصوص مشروع DERRO،,GEF/RIF الخ. بل أحدثت وكالة خاصة بتنمية الأقاليم الريفية. كما ركزت على استغلال الإمكانات السياحية التي توفرها المنطقة بتهيئ شواطئ المتوسط وتنمية السياحة الجبلية. ووعياً من الساكنة بأهمية العمل الجمعوي كخيار للتنمية فقد أولت هذا المجال أهمية قصوى خصوصا بعد زلزال الحسيمة. إذ عرفت المنطقة مشاريع التنمية المحلية طفرة نوعية. كما حظيت المنطقة بأهمية قصوى ضمن مشاريع التنمية الكبرى للوطن والتي تكرست مع مشروع ميناء طنجة المتوسطي ومشاريع تقوية البنيات التحتية (مطارات، طرق، موانئ، مرافق اجتماعية) و مشاريع التأهيل الحضري للمدن.