في الأسبوع الماضي دار الكلام في هذا الركن عن قصة الفتاة المغربية «إلهام» التي رمت بها ظروف البحث عن عمل بالديار السعودية، فكانت قصتها فعلا محزنة للغاية، سواء بسبب ما وقع لها مع الكفيل أو مع المرأة المصرية التي آوتها في منزلها أو حتى مع بنات جلدتها، وحسب الخبر الذي أوردته صحيفة الحياة، فإن «تامغربيت» إلهام ورفضها لأي محاولة ابتزاز كيفما كان نوعها وعدم خضوعها واستسلامها لأي نزوة أو رغبة جعل من عقدة قصتها تبدأ في الحل بأحد المستشفيات بمدينة جدة. وعدنان الشبراوي هو الكاتب الذي أثار قضية إلهام في مقال بعنوان «لجنة الاتجار بالأشخاص تحقق في دعوى شابة تعرضت لابتزاز» كتب مقالا آخرفي «عكاظ» تحت عنوان «الادعاء العام يحوِّل قضية إلهام من العرض والأخلاق إلى الاعتداء على النفس» وكشف فيه عن معلومات جديدة في هذا الملف، وقال إن هيئة التحقيق والادعاء العام طلبت القبض على وكيل كفيل إلهام، والذي تسلمها من المطار منذ قدومها إلى المملكة، ويعتقد أن جوازها بحوزته، وحررت الهيئة أمرا للقبض عليه، وتوصلت هيئة التحقيق والادعاء العام إلى هوية إحدى الفتاتين اللتين كانتا في الشقة «المشبوهة» وتدعى دينا، سبق أن طلبت من الضحية إلهام العمل معها في شبكة منحرفة. وأكد الشبراوي في مقاله أن «عكاظ» علمت أن دينا هو اسم حركي لمغربية وهو ليس اسمها الحقيقي، وأضاف أن هيئة التحقيق والادعاء العام أمرت الجهات المختصة إيقاف دينا والقبض عليها، وجرى التعميم عنها في الحاسب الآلي، فيما تقرر استدعاء كفيلة دينا وهي امرأة سعودية. ومن جهة أخرى، افترضت التحقيقات الأولية للهيئة أن وكيل الكفيل الذي تسلم جواز عاملة عند قدومها إلى المملكة، ولا يزال هاربا، هو من سلم الضحية إلهام إلى الشبكة المنحرفة الأولى التي تقودها مقيمة مصرية تدعى (أم حمادة)، وحددت الهيئة هوية هذا الشخص، وجار إكمال الإجراءات للقبض عليه. وأكدت مصادر مقربة في الهيئة أن الضحية إلهام تعرضت فعلا لعملية ابتزاز مالي وأخلاقي، وأن الضحية غير موقوفة حاليا ويمكنها المغادرة إلى بلادها وتوكيل من تراه سواء قنصلية بلادها أو غير ذلك لمتابعة قضيتها، وجار الرفع للجهات المختصة لاستعادة جوازها المرهون عند وكيل الكفيل، وأن الهيئة رفعت تقريرا شاملا للجهات المختصة لإطلاعها على سير التحقيقات وصولا للقبض على أفراد الشبكة التي تمارس أعمال الدعارة. وأفادت معلومات في هذا السياق أن الفتاتين دينا وكوثر كانتا مع الضحية وقت سقوطها من الدور الثالث، وكانتا في حالة غير طبيعية، ولا زال البحث جاريا عنهما، وتم التوصل إلى معلومات عن واحدة منهما، وجار البحث والتعميم عنهما، للكشف عن شركائها المفترضين في الشبكة، إضافة للبحث عن وكيل الكفيل والذي سيقود للتعرف على أفراد عصابة أم حمادة. وتواصل كل من هيئة التحقيق والادعاء العام واللجنة الدائمة لمكافحة الاتجار بالأشخاص، التحقيقات في قضية الفتاة إلهام التي وصلت إلى المملكة بمهنة عاملة في مشغل، لكنها لم تتسلم أي عمل وعرض عليها من قبل رجال ونساء ممارسة الدعارة والسهرات الحمراء، ما دفعها للهروب والقفز من الدور الثالث هروبا من شقة مشبوهة سكنتها مؤقتا في جدة. وذكر مقال الشبراوي الصادر في «عكاظ» أن والدة إلهام قالت »إنني واثقة في أن العدالة ستنصف ابنتي، وستقتص من كل مجرم حاول الإيقاع بها، أو تسبب في ما وقع لها«، وبينت أن ابنتها عاشت حياة صعبة واختارت السفر إلى السعودية بحثا عن لقمة عيش كريمة، مضيفة »إنني في انتظار عودة ابنتي قبل حلول شهر رمضان«. وأشار أن الضحية إلهام كررت مطالبتها بسرعة استعادة جواز سفرها بالتنسيق بين هيئة التحقيق والادعاء العام وقنصلية المغرب، ومن ثم استخراج إقامة نظامية لتغادر لأسرتها لقضاء شهر رمضان والعودة إذا سمحت الظروف مرة أخرى. وبعثت إلهام رسالة خطية عبر »عكاظ« قالت فيها، »لي رجاء لمن يسمع ويلبي النداء، أنا مسلمة وعربية قدرت لي الظروف أن أتغرب طلبا للرزق في هذا البلد الطيب الأمين، وأطالب بمحاسبة المجرمين ومساعدتي في إنهاء وضعي لأعود إلى أسرتي في المغرب قبل شهر رمضان«.