كان حزب الإستقلال ولا يزال منذ تأسيسه يناضل من أجل تحرير الوطن والمواطن، وقدم المناضلون والمناضلات في صفوفه أكبر التضحيات في سبيل الحرية والديمقراطية، كما كان الدفاع عن حقوق الإنسان هما مؤرقا له فأسس منذ أربعين سنة جمعية للدفاع عن حقوق المواطن، وحقوق الإنسان بصفة عامة السياسية والمدنية والإقتصادية والإجتماعية. وخلال تحمله مسؤولية الوزارة الأولى في الحكومة الحالية عام 2007 عقب الإنتخابات التشريعية في نفس السنة وبناء على نتائج الإقتراع التي بوأته مكان الصدارة. عمل ضمن الحكومة وبتوجيه من جلالة الملك على مضاعفة مناصب الشغل في إطار ميزانية الدولة وخصصت الحكومة حصة مهمة للأطر العليا المعطلة بلغت في السنة الجارية 2011 أزيد من أربعة آلاف منصب ورغم هذا الجهد الذي يقدره الملاحظون والأطر المشغلة نفسها التي عبرت عن ذلك في رسائل الشكر التي تلقاها الحزب في شخص أمينه العام. إلا أنه فوجئ العاملون بالمركز العام للحزب بعد زوال يوم الأربعاء 13 يوليوز 2011 بمئات من الشباب يقتحمون مركز حزب الإستقلال بالرباط ويخضعونه لاحتلال كامل بدعوى الاحتجاج على مرسوم يحرمهم من الشغل مع توفرهم على شهادات عليا. ولذلك فإن من غير المفهوم أن يتم اقتحام مركز حزب الاستقلال ويتعرض للاحتلال مع ما يفرضه ذلك من تعطيل لمرافق المركز وعرقلة عمل العاملين فيه، وعرقلة زيارات المناضلين والمناضلات للمركز ومنع اجتماعات أطر الحزب وهيئاته ومنظماته الموازية بشكل يؤثر على أداء الحزب، والبلاد مقبلة على الاستحقاقات التشريعية. إن السعي للحصول على حق لا يعطي الحق لأي كان في التعدي على حقوق الغير ومنعه من ممارسات هذا الحق. إن احتلال مركز حزب الاستقلال من طرف أي كان وتحت أي ذريعة يعتبر مسا بحق مقدس لهيئة وطنية مناضلة في ممارسة حقها الطبيعي في تأطير المواطنين كما ينص على ذلك الدستور. ولذلك فإن صمت الرأي العام والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية عن هذا الاحتلال غير المبرر ويعد سابقة من شأنها أن تعطي الفرصة لأي مجموعة أن تحتل مقرات الأحزاب والهيئات النقابية وعرقلة نشاطها والحيلولة دون القيام بواجباتها الوطنية والسياسية. إن مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال في كل أنحاء المغرب ينظرون إلى هذا باعتباره استفزازا لهم وتعديا على مركزهم وبالتالي حزب الاستقلال دون أن تتخذ الجهات المعنية والمسؤولة على أمن البلاد واستقرارها وحماية ملك الغير وأمنه واستقراره ما يلزم لتوفير هذا الأمن الضروري لكل عمل إيجابي وبناء. إن حزب الاستقلال الذي يسعى دائما لتوفير الحرية لكل المواطنين وجعل مفتتح نشيده الوطني «للحرية جهادنا» يجد نفسه اليوم وقد كبلت حريته من طرف محتلي مركزه، ويرى أن الأمن الذي وفر لمؤسسات أخرى من طرف الأجهزة المسؤولة لم توفر ذلك لمركز حزب الإستقلال قبل احتلاله مع أنه لدى الجهة المعنية مراسلات في الموضوع مما يطرح أكثر من تساؤل واستفهام، ومما يطرح كذلك أداة استفهام كبيرة وجود مسؤول كبير في حزب سياسي طيلة ليلة الخميس أمام مركز الحزب وهذا يفضي إلى تساؤل آخر في الحكومة خمسة أحزاب سياسية لماذا مركز حزب الاستقلال هو الذي يتعرض للهجوم وحده، وأسئلة أخرى تفرض نفسها سيأتي الوقت المناسب لطرحها.