كيف السبيل لكف شر القنوات والمواقع الإباحية عن أطفالنا ومراهقينا،والتي باتت تتناسل كالطفيليات السامة دون حرمانهم من مشاهدة التلفزيون أو الدخول للنت هذا هو السؤال الذي بات اغلب الآباء والأمهات، يطرحونه على أنفسهم وعلى من يشترك معهم في هذا الهم الجديد الذي أتت به الانترنيت والبار بول فلا يكاد موقع تدخل إليه إلا وفاجأتك الإعلانات الإباحية بكل ما تحمله من صفحات وأجساد وأعضاء وملابس داخلية وأنات وأرقام هواتف .. وجميعها موجهة للشباب والصغار..»حتى تربيهم على يديها» كما نقول في دارجتنا المغربية.. أما التلفزيون فحدث ولا حرج ففيه أسواق الجنس وحوانيته مفتوحة على مصراعيها..والاسوا هو أن القنوات الوطنية ببرامجها وأخبارها هي أول من يدفعك إلى شراء هذا البار بول الذي بات ضروريا مثله مثل الانترنيت فالإنسان لم يعد حبيس رقعته الجغرافية وحبيس ثقافتها واقتصادها ومجتمعها بل أصبح مواطنا من هذا العالم يتابع الأخبار في هذه القناة ويتابع البرامج الوثائقية والتحليلية في أخرى ويجد الحرية والمتعة في هذا التنوع والتميز الذي تفرضه المنافسة من اجل تحقيق النجاح في جذب اكبر نسبة من المشاهدين والمعلنين ..لكن هذا الجهاز تحول الى نقمة في بيوتنا للخطر الذي يشكله بالنسبة للصغار والمراهقين وذلك أمام الغزو الجنوني لقنوات الجنس والتي باتت تتكلم بلهجتنا ودا عراتها يحملن أسماءنا .. ولم نعد نستطيع الكذب على هؤلاء الصغار بالقول إنهم أجانب حيث الليبرالية الجنسية وحيث التفكك والتجارة بالجنس والبشر .. وما إلى ذلك من تبريرات أخذت تتهاوى أمام إصرار هؤلاء لأجل تخريب أعشاشنا التي نريدها أن تبقى سليمة .. وهو ما أصبح ربما صعب المنال فالأرقام تشير إلى أن مستعملي الانترنيت المغاربة هم من العشرة الأوائل المتصدرين لقائمة الباحثين عن المواقع الجنسية عبر موقع البحث.google.. ويقول احد الآباء جربت أن امنع عنهم الانترنيت لكنها أصبحت ضرورية ، وحتى في المدرسة أصبح الأستاذ يطلب منهم تحضير بحث معين عن موضوع ما ، والذي يفي بالغرض الانترنيت أما البحث في المكتبات فلم يعد مجديا ..لكن ما أن تدخل احد هذه المواقع حتى ترى مالا يعجبك مع انها مواقع تربوية ..والخوف على الطفل أما الشاب أو المراهق فقد بلغ السن التي تجعله يميز بين ما يجوز ومالا يجوز.. وهنا لا تكفي المراقبة أو إغلاق بعض المواقع لأنك مهما فعلت لن تستطيع كف غزوهم لحاسوبك في عقر بيتك.. وحسب دراسة مصرية حديثة كشف الدكتور عاطف العبد، أستاذ الرأي العام، ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والرئيس الأسبق لمركز بحوث الرأي العام أن عدد القنوات الفضائية في العالم تجاوز الخمسة آلاف قناة وأن 3212 قناة منها غير مشفرة وتوجد 520 قناة من إجمالي هذه القنوات عربية. وقال العبد: الدراسة كشفت عن أن هناك 112 قناة جنسية باللغة العربية سواء باللهجات المصرية أو الخليجية أو المغربية بهدف استقطاب المراهقين والشباب للاتصال بهم وهم يحققون أرباحاً خيالية. وأكد أن هذه القنوات تشكل خطورة مزدوجة علي الشعب العربي لأنها تدمر القيم والأخلاقيات الدينية من ناحية وتستهدف دخل المراهقين والشباب من ناحية أخري. وأعلن أن 70% من الشعب المصري يشاهد الفضائيات وأن 46% منهم يشاهدونها عبر الوصلات التي تلغي بطبيعتها التليفزيون المصري من المنازل مما يهدد الأمن القومي المصري لأن المصريين أصبحوا يحصلون علي معلوماتهم وأخبارهم وسلبياتهم من القنوات الأجنبية. وأضاف: إن علي الدولة أن تعلم أنها إذا أرادت الوصول إلي الرأي العام المصري في أي أمر هام وعاجل فهناك 46% من المصريين لا يرون أي قناة مصرية من الأساس. ووصف هذه الظاهرة بالخطيرة وقال: إنها لا تعود لرخص هذه الوصلات فقط وإنما لأن المشاهد أصبح لا يجد في تليفزيونات مصر ما يشبع رغباته، بالإضافة إلي ضعف المستوي والمحتوي الذي يقدمه التليفزيون المصري الذي من المحتمل أن يختفي خلال عامين فقط. وأضاف: حتى القناة المصرية الفضائية التي كانت هي أول قناة فضائية في 12 ديسمبر عام 1990 وكان المصريون المقيمون بالخارج يحصلون علي معلوماتهم منها فقدت هي الأخري مشاهديها. وأكد عاطف العبد أن الأمر أصبح يشكل خطراً وشيكاً يستوجب عمل دراسة فورية واستطلاع رأي ومعرفة أسباب هذا التراجع والتطوير. وأضاف: يجب أن يعلم الجميع أن ما وصلنا إليه من تأخر في الإعلام المصري لا يعني أن مصر فقدت مبدعيها في هذا المجال والدليل علي ذلك أن القنوات الفضائية المصرية الخاصة تحتل مراكز أولي ومتقدمة ضمن القنوات الفضائية العربية وأن علي رأس هذه القنوات قناة دريم والمحور وقناة الحياة التي تصنف كأنجح القنوات الفضائية الحديثة وقال: ما وصل إليه التليفزيون المصري يعود إلي عدم الرغبة في التطوير لمواكبة التقدم العلمي. الجزيرة الاولى وأعلن العبد أن قناة الجزيرة مازالت تحتل المركز الأول في أعلي نسبة مشاهدة للقنوات الإخبارية العربية وقناة الناس الدينية وقناة موجة كوميدي وللأسف قناة سترايك التي تحتل أعلي نسبة مشاهدة في القنوات الغنائية. وقال إنه يصنف هذه القناة بالجنسية لأنها فاضحة وتشيع الرذيلة وتشوه صورة المرأة العربية، وأن مذيعات هذه القناة لهن فضائح عديدة علي الإنترنت. وأكد أنه ينبغي إيقافها فوراً وخصوصاً أنها تبث من داخل مدينة الانتاج الإعلامي بمصر.