الصورة الجديدة التي ظهر فيها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد أسابيع من حادثة تفجير العبوة الناسفة في مسجد القصر الجمهوري أثناء وجوده رفقة مسؤولين يمنيين كبار به. هذه الصورة الجديدة نقلت إلى المشاهد اليمني والعربي عموما إشارات ورموز تشير إلى أن هناك تغيراً قد حصل من قبل الرجل الأول في النظام اليمني تجلى في ملامح الوجه التي تأثرت فيما يبدو بحريق الانفجار مما تطلب الخضوع في المستشفى السعودي لعملية زرع جلد يميل لونه إلى اللون الأسمر وقد أخذ فيما يبدو رقعة جلد من متبرع سعودي أسمر بالإضافة إلى سبع عمليات جراحية أخرى. وبدا التغيير أيضا في نوع الملابس الشعبية اليمنية التي ارتداها السيد الرئيس الذي كان يحرص قبل الحادثة على الظهور أمام عدسات التلفزة بزيه العصري مع أحدث صبغات الشعر السوداء ، ويبدو أن لهذا التغيير في الشكل رسالة إشارية موجهة إلى الطبقات الشعبية اليمنية توحي أن الرئيس فرد منهم، يتألم كما يتألمون ويتمنى أن تزول الغمة عن أبناء شعبه وأن يعودوا إلى ساحة الحوار بدلاً من أعمال العنف التي بدأت تأخذ في اليمن طابعاً يؤشر إلى بدايات حرب أهلية طاحنة تشترك فيها العشائر اليمنية ، حرب الجميع ضد الجميع حيث لا يحصل الجميع إلا على الويلات والإضرار بالاقتصاد الوطني وتوقف عجلة التطور بالبلاد وهنا نتساءل هل استطاعت هذه الصورة الجديدة للسيد الرئيس التأثير على الرأي العام اليمني؟ والتي ظهر فيها بصوته الضعيف المعبر عما كابده من آلام شخصية أثناء إصابته في الانفجار ومشاهدته لأعضاء حكومته الكبار الذين أصيبوا إصابات قاتلة. يبدو من خلال التعليقات التي رددتها الحشود الثائرة في الساحات والأسواق اليمنية والتي سخرت من الشكل الجديد للرئيس ومن ثيابه الشعبية واعتبرت أن ما قدمه لهم عبر هذه الصورة التلفزيونية هو مجرد مشهد تمثيلي وأنهم مصممون على إزاحته هو ونظامه من سدة الحكم، وبعضهم تشفى بمنظره المؤلم واعتبر ان ذلك لعنة ضحايا الثورة اليمنية قد أصابت السيد الرئيس. إن اليمن الذي يعتبر يمناً سعيداً على طول الحقب السابقة والذي كان محطة لآلاف السائحين الغربيين قد فقد سعادته وانقطعت أفواج السائحين لزيارته، وهو مقدم في الشهور القادمة على مجاعةٍ حقيقية وأزمات عديدة متفاقمة من بينها شح الوقود والمواد التموينية الأربعة الأساسية (سكر، دقيق زيت، حليب ) ويبقى الأمل مفقوداً على حكمة اليمنيين في تدارك أحوالهم السيئة القادمة والاتفاق على حل يرضي الأطراف كافة ويضع اليمن من جديد على سكة قطار الاستقرار والتطور والبناء.