توفي صباح يوم الأربعاء الماضي بمستشفى محمد الخامس البرلماني ورئيس المجلس القروي السابق لجماعة آيت يطفت(سنادة) السيد عبد العزيز الوزاني عن سن تناهز 82 سنة. هذا ويعتبر الراحل من أقدم و أشهر أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، إضافة إلى أنه كان يعتبر من كبار أعيان المخزن بالريف وكان مؤسس فرع الزاوية بقبيلة آيت يطفت وقائدها الروحي،كان يعد من كبار مخاطبي الزعيم والقائد التاريخي للمقاومة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي في إطار كونفدرالية القبائل الريفية إبان مرحلة الاستعمار.هذا وتشير المصادر التاريخية إلى دور والد الراحل في عملية الوساطة التي أفضت إلى تسليم المجاهد الريفي الكبير إلى السلطات الاستعمارية الفرنسية ونفيه خارج الوطن،وهي العملية التي تمت بطلب من القائد،بحيث أن اختياره لشخصية الشريف الوزاني والد البرلماني الراحل كان بسبب ثقته في الوسيط لما كان يتمتع به من كاريزما ولما كانت تربطه بالفرنسيين من صلات وثيقة جعلته في موقع المؤتمن على حياة أسد الريف. تجدر الإشارة إلى أن الراحل عبد العزيز الوزاني ورث موقع والده في تمثيل الزاوية والكثير من صفاته الشخصية من كاريزما ونفوذ سياسي طاول مساحة واسعة من إقليمالحسيمة بالريف الأوسط،وخاصة القبائل المجاورة لمركز الزاوية بجماعة سنادة التي ظلت موالية له على المستوى الانتخابي طيلة المدة التي قضاها بعضوية مجلس النواب والمجلس الجماعي منذ سنة 1963،قبل أن يتركهما في آخر انتخابات برلمانية وجماعية إثر تدهور حالته الصحية وإصابته بشلل نصفي. في سيرة الرجل الكثير من الأحداث المثيرة والمريبة أيضا تستحق أن يتوقف عندها المرء لما لها من أهمية خاصة عند دراسة تاريخ الريف المعاصر،فضلا عن الجوانب الأنتربولوجية والسوسيو- سياسية ذات الصلة بنمط الشخصية القيادية والنسق السياسي المحلي والنخب القروية التقليدية وغيرها...وهي أمور سنعود إليها في الوقت المناسب.