تكثر التكهنات في إسرائيل في الوقت الراهن عن الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة شتنبر المقبل، وهو الموعد المحدد لتوجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة لإعلان الدولة المستقلة. ووفق الصحف الإسرائيلية، تتوزع التكهنات بين الترقب من الخطاب المتوقع للرئيس الأميركي باراك أوباما يوم 23 ماي الجاري، وبين القراءات الأمنية والسياسية الإسرائيلية للنوايا الفلسطينية. ففي صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقل عن مصادر رسمية ما مفاده أن القيادة استمعت، وبقلق، إلى بيان البيت الأبيض الذي أكد أن الرئيس أوباما سيلقي خطابا هاما حول الشرق الأوسط أي بعد يومين من وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن. ولم يقف الأمر عند حد التساؤل عن المضمون المرتقب للخطاب وحسب، بل تعداه إلى التساؤل حول ما إذا كان أوباما سيلقي خطابه أمام الكونغرس قبل أم بعد لقائه نتنياهو. وحول هذه النقطة تحديدا ، قالت «يديعوت أحرونوت» إن إدارة الرئيس أوباما لا تزال مترددة حيال إلقاء الخطاب قبل لقاء نتنياهو أو الانتظار إلى ما بعد اللقاء، وسط مؤشرات على حرص الحزب الديمقراطي على أن تظهر صورة أوباما وهو يعانق نتنياهو لأغراض انتخابية بحتة. وبغض النظر عن ذلك -تابعت الصحيفة- أن نتنياهو كان وقبل أسابيع مضت يواجه معضلة صعبة في تسويق موقفه المناوئ لإعلان دولة فلسطينية مستقلة، لكن اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) سرق الأوراق، وأحدث نوعا من البلبلة والتشويش في واشنطن. وفسرت الحكومة الإسرائيلية هذا الارتباك الأميركي بأنه حالة من اليأس باعتبار أن الأميركيين يرفضون تماما ادعاءات نتنياهو بوجود شريك فلسطيني حقيقي في مفاوضات السلام. ولهذه الأسباب مجتمعة، قدرت «يديعوت أحرونوت» أن الأمر لا يزال غامضا لجهة احتمال أن يضع الخطاب الرئاسي الأميركي وبشكل صريح صيغة واضحة ومحددة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، محذرة من أن هذا الموقف سيلزم نتنياهو بسقف معين من المواقف لا يرضي القاعدة الانتخابية لحزب ليكود واليمين الإسرائيلي المتطرف عموما. وداخل أروقة الحكومة الإسرائيلية، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) يوفال ديسكين-الذي ترك الخدمة رسميا مؤخرا - قلقه الشديد من شتنبر المقبل. كما نقلت الصحيفة نفسها عن موشيه بوغي يعلون ، نائب رئيس الوزراء، تحذيره من استخدام الفلسطينيين وحلفائهم في العالم أدوات قضائية دولية للمس بشرعية إسرائيل. ووفق يعلون، يريد الفلسطينيون التضييق على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بوسائل عسكرية، مخافة أن ترفع ضدها لاحقا دعاوى بمؤسسات دولية ، ويكون قادتها ممنوعين من زيارة دول العالم ، مطالبا الإسرائيليين بأن يدركوا أن استخدام القانون الدولي ضدهم يوازي التهديد العسكري إن لم يكن أخطر.