لم تحدث المفاجأة ولم يستطع فريق الوداد البيضاوي الصمود في وجه فارس الرقراق الجمعية السلاوية واستسلم أمامه في مباراة إياب دور نصف نهاية كأس العرش التي دارت بينهما ليلة الجمعة الماضية بسلا بفارق بلغ 13 نقطة ( 78 نقطة مقابل 65 )، ومعلوم أن مباراة الذهاب كانت قد انتهت بمدينة الدارالبيضاء لصالح فريق الوداد البيضاوي بفارق نقطة واحدة، وهي نتيجة اعتبرها المتتبعون في حينه بأنها غير مشجعة للفريق الأحمر وأن مهمته ستكون صعبة إن لم نقل مستحيلة في مباراة الإياب بسلا، وبهذه النتيجة يكون فريق الجمعية السلاوية قد ترشح للمرة السادسة في تاريخه والثالثة على التوالي للمباراة النهائية لنيل كأس العرش وبالتالي السعي للفوز لخامس لقب لكأس العرش بعد كؤوس مواسم 2005-2004 أمام الاتحاد الرياضي و2007-2006 أمام اتحاد طنجة و2009-2008 و2010-2009 أمام فريق المغرب الفاسي، وسينازل فريق الرجاء البيضاوي الذي يبلغ المباراة النهائية لخامس مرة في تاريخه وسبق له أن فاز في نهايتين كانتا أمام المغرب الفاسي خلال موسمي 1999-1998 و2001-2000 وانهزم في مثلهما واحدة أمام اتحاد طنجة خلال موسم 2006-2005 والثانية أمام المغرب الفاسي خلال موسم 2008-2007. مباراة الجمعة بقاعة فتح الله البوعزاوي عرفت سيطرة واضحة لفريق الجمعية السلاوية بقيادة لاعبيه المتمرسين الأمريكي براندون فيلدس والكامروني كريستيان بايانغ وعبد الرحيم نجاح وعبد الحكيم زويتة ورضا الغالمي وزكرياء المصباحي الذين تحملوا عبء اللقاء مقابل ظهور متقطع لكل من رشيد بوكاش وزهير بورويس وسفيان كوردو، فيما كان فريق الوداد البيضاوي يعمل جاهدا لإيقاف الزحف السلاوي على سلته بكل من يوسف الزنكي وعبد الفتاح فروكة ورضا حراس وسفيان الرافعي وعبد المجيد الناجي وسيدني هولمس وماتيتش ويوسف لغديري وهادوك. فمنذ بداية الربع الأول خرج فارس الرقراق متقدما بنتيجة 16 مقابل 13، وكان يظهر من ملامح هذا الربع أن فريق الوداد يملك الإرادة للصمود لكنه لا يملك الأسلحة اللازمة لإيقاف الآلة السلاوية وهو ما اتضح جليا خلال الربع الثاني الذي ظهرت خلاله السيطرة السلاوية وانتهى بنتيجة 27 مقابل 14 لترسم النتيجة الرسمية لنهاية الشوط الأول بحصة 43 مقابل 27. أما خلال الربع الثالث فقد نزل إيقاع اللقاء بشكل ملموس بل واعتبر هذا الربع الأضعف مردودا من الجانبين وانتهى بالتعادل 13 نقطة لكل فريق، وبالتالي دخل فريق الجمعية السلاوية الربع الرابع والأخير متقدما بفارق 16 نقطة شكلت له طمأنينة في الأداء بل وأنه رفع الفارق خلال بعض فترات الربع الأخير إلى 22 نقطة، لكن أداءه انتابه نوع من التراخي خلال اللحظات الأخيرة من المباراة لينتهي النزال بفارق 13 نقطة وتأهل مستحق لثالث مرة على التوالي للمباراة النهائية وذلك وسط فرحة عارمة لأنصار الفريق الذين فاق عددهم خلال هذه المباراة 2000 متفرج والذين من المنتظر أن يؤثثوا فضاء قاعة ابن ياسين خلال المباراة النهائية يوم السبت المقبل أمام فريق الرجاء البيضاوي. عموما فمباراة نصف النهاية الثانية بين الجمعية السلاوية والوداد البيضاوي كانت بمثابة تحصيل حاصل وأثبتت قوة فريق الجمعية السلاوية بأدائه الفاعل الذي أنهك لاعبي الوداد سواء في اللمين الدفاعي والهجومي أو الأداء التكتيكي الممزوج بين خطتي دفاع رجل لرجل ودفاع المنطقة والانطلاق بالمرتدات السريعة، وكلها أشياء حاولت عناصر الوداد مقاومتها لكن وكما يقول المثل فوق جهدك لا تلام، وبالتالي فإن فريق الوداد استسلم بروح رياضية أمام فارس الرقراق لكنه أثبت في المجمل أنه الفريق الوحيد الذي استطاع أن يقدم ذهابا وإيابا منتوجا سلويا جيدا من الناحية التكتيكية وإن اصطدم بالقامات الفارعة للسلاويين الذين لوحظ عليهم وبالرغم من نتيجة الفوز تراجع ملموس على مستوى التسديد من بعيد والذي تبرزه الأرقام المسجلة خلال هذه المباراة بنسبة 55 بالمائة فقط في الرميات الحرة ( 17 من 31 ) و 60 بالمائة في الرميات الثنائية ( 29 من 48 ) ثم 7 بالمائة فقط في الرميات الثلاثية ( 1 من 15 )، وتبقى هذه النسبة الأخيرة الأضعف لدى السلاويين خلال كل مباريات هذا الموسم، كما أن أرقام فريق الوداد لم تكن بدورها جيدة، حيث نجد 56 بالمائة في الرميات الحرة ( 9 من 16 ) ونسبة 54 بالمائة في الرميات الثنائية ( 22 من 49 ) و 18 بالمائة في الرميات الثلاثية ( 4 من 22 ). وبصعود فريقي الرجاء البيضاوي والجمعية السلاوية للمباراة النهائية لنيل كأس العرش سيلتقيان لأول مرة في تاريخهما على هذا اللقب، فهل ستختار الكأس الفضية يوم السبت المقبل أقصر طريق وتعبر شمالا إلى الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق أم أنها ستختار الطريق السيار وتتجه جنوبا نحو مدينة الدارالبيضاء...؟؟؟