على أحد أبرز ممثلي الأمة الذي أفرزته إرادة المال والإدارة أن يقدم الاجابات الشافية على مجمل الأسئلة الحارقة التي يتداولها الرأي العام في منطقة الغرب الشراردة الذين يعرفون جيدا تاريخه حينما كان قبل بضع سنوات فقط مواطنا عاديا يعاني قصر اليد ولايملك غير دراجة نارية عادية جدا، وبقدرة قادر تحول في ظرف وجيز إلى أحد أبرز أثرياء العهد الجديد. المواطنون من قبائل ودواوير أولاد خلوف، ودواغر لالة يطو وبني فضل وبني ثور والعبابدة والخوارج حجوا يوم الجمعة الماضي إلى ساحة العمالة بمدينة سيدي سليمان للاحتجاج بطريقة حضارية وسلمية احتجاجا على ماسمته «حركة الشباب القروي لمحاربة الفساد بالقصيبة» التي تؤطر هذه الاحتجاجات، نهبا واختلاسا للأراضي السلالية وقالت هذه الحركة في رسالة وجهتها إلى عامل إقليمسيدي سليمان إن هذه الأراضي تعرضت للنهب والاغتصاب من طرف محترفين منذ سنين خلت. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالقضاء على الفساد ، وإعادة الأراضي الى أصحابها ، والتحقيق مع المتورطين والمتواطئين معهم من نواب سلاليين وسلطات محلية ، ورفعوا لافتات كتب على بعضها « الأرض اللي ديتي أمول الطاكسي « ويقصد بها عضو مجلس المستشارين ادريس الراضي الذي كان في بداية مشواره سائق طاكسي «، وفي أخرى « همنا أرضنا «، « لا للإغتناء غير المشروع»،»الشباب القروي يطالب بمحاكمة المتورطين في نهب الأراضي السلالية « ، وشعارات مثل» نطالب بحياد السلطة المحلية « ،»نطالب برحيل النواب السلاليين»» لا للفساد ..لالنهب الأراضي» ... وخلال هذه التظاهرة التي جرت تحت أنظارالمسؤولين الأمنيين ورجال السلطة ، تدخل ادريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق حيث أدان الفساد الذي يعشعش في المنطقة ، ووصف ادريس الراضي بالإقطاعي الذي لا يكتفي بنهب أراضي السلاليين ، بل أيضا تحايل على الدولة ممثلة في وزارة الفلاحة للحصول على الدعم في إطار برنامج المغرب الأخضر. مضيفا ان المطلوب هو استرجاع الأراضي من الناهبين وتوزيعها على أصحابها من أجل توفير الشغل ، والقضاء على الفقر الذي تعاني منه ساكنة المنطقة رغم الثروات الهائلة التي تحظى بها لتفادي هجرتهم الى الحواضر وخلق أحزمة البؤس . واستنكر ما أقدم عليه القائد محمد أمين بقيادة القصبية ،عندما قام في نفس اليوم بقطع الطريق على المحتجين لمنعهم من المشاركة في الوقفة الإحتجاجية لحماية الظالمين والناهبين على حد قوله ...بنفس المناسبة قدم منسق الحركة فهد الباهي وعدد من الشباب والشيوخ شهادات حول كيفية تفويت الأراضي ، وحرمان ذوي الحقوق منها بأساليب تقوم على الضغط على النواب السلاليين بالوسائل المعروفة ، وتخويف السلاليين حتى لا يطالبوا بحقوقهم ،وبهذه الكيفية تم الإستيلاء على المئات من الهكتارات بواسطة عقود مقابل تعويضات زهيدة لا تتناسب مع أهمية ومساحة الأراضي ولا تراعي مصالح الساكنة ،وأفادوا ان الغابات وما يسمى بالجدرة تتعرض الى استغلال فاحش ،وتنقل عبر الشاحنات دون حسيب أو رقيب .والأدهى من ذلك فإن هذه الأراضي توظف من طرف قروش البر للحصول على قروض لتمويل غرس الأشجار ، لكن دون غرسها فعليا على أرض الواقع يقول بعض المتظاهرين ..وقد سبق لبعض السلاليين من جماعة احسينات أن اشتكوا بادريس الراضي متهمين إياه بحرمانهم من حقهم ،ووصفوا الطريقة التي حاز بها على 19 هكتار بالغامضة ،وقد تدخلت وزارة الداخلية نفسها في هذه النزاع ،وأمرت والي الجهة آنذاك عبد اللطيف بنشريفة بتعيين نائبين لفك النزاع ،دون ان يسهم ذلك في حصول المشتكين على مرادهم نتوفر على نسخة من الأمر ،كما تم تفويت أرض مساحتها 267.5 هكتار سنة 2009 بتواطؤ مع النواب السلاليين بدون مزاد علني وبأثمنة أقل بكثير من قيمة الأرض وما تذره من أرباح....وحتى يتم إبعاد الشبهات عن المستشار الذي شاع الحديث حول إمبراطوريته العقارية والغابوية في المجالس الخاصة والعامة ،فقد عمد حسب مصدر من حركة الشباب الى مساعدة أشخاص يقتسم معهم نفس المصالح الإقتصادية والسياسية على توزيع الكعكة ..وفي هذا الإطار أبرم في 16 مارس 2011 النائب السلالي لآولاد احميد قيادة بومعيزعقدا مع شركة «م.رللغرب « لمالكها محمد أمين المهاشي وللإشارة فإن والد الأخير هو عبد المجيد المهاشي المنتمي لحزب ادريس الراضي ،وهوبالمناسبة رئيس المجلس الإقليمي لعمالة القنيطرةومستشار بالغرفة الثانية ، ويقضي العقد بالتنازل لفائدة المهاشي على أرض مساحتها 122 هكتار لإستغلالها لمدة 40 سنة نتوفر على نسخة من العقد بينما يعاني أبناء المنطقة من البطالة والفقر والتهميش يقول بعض المحتجين . والجديربالذكر ان حركة الشباب القروي لمحاربة الفساد التي أعلنت عن نفسها انها حركة مستقلة وجهت بتاريخ 8 أبريل الماضي رسالة نتوفر على نسخة منها الى عامل سيدي سليمان ،تعبر فيها عن رفضها لكل أشكال الفساد واستغلال النفوذ العائلي والمالي والسياسي ،وقهر ذوي الحقوق في أراضيهم ،وطالبت بإلغاء جميع العقود المشبوهة لتفويت الأراضي السلالية ،وفق اي شكل من الأشكال ،ولفائدة أيا كان بما في ذلك الشركات التي تؤسس تحت أسماء مختلفة للتمويه من اجل السيطرة على الأراضي بطرق احتيالية ملتوية،كما طالبت بالتعويض على الأراضي المنهوبة ،والأضرار الناجمة عن استغلالها ،وتمكين ذوي الحقوق من استغلال أراضيهم خاصة التي تخلت عنها إدارة المياه والغابات ،وإعفاء النواب السلاليين من مهامهم، وإتاحة الفرصة لذوي الحقوق بكل جماعة لإنتداب نوابهم بكل حرية ،على اعتبار ان النواب الحاليين هم المسؤولون بشكل مباشر عما تعرضت له هذه الأراضي من اعتداء ونهب ،قبل ان تنهي الحركة مطالبها بالإلحاح على تحريك المتابعة القضائية ضد المتورطين في جرائم الفساد ونهب الأراضي ،وضمان حياد السلطة المحلية وممارسة مهامها بكيفية تستجيب للمفهوم الجديد للسلطة ..ونشيرانها ليس المرة الأولى التي تنظم فيها احتجاجات للأسباب المذكورة ، فقد نظمت حركة الشباب مسيرة احتجاجية بجماعة أولاد حنون يوم 15 أبريل الجاري ،وقبلها في 3 أبريل مظاهرة ومسيرة في سيدي يحيى للإعلان عن نفس المطالب .. وأكد منسق الحركة ان الأخيرة ومعها الساكنة وذوي الحقوق من السلاليين سيواصلون احتجاجهم الى ان تتحقق مطالبهم رغم وسائل الإغراء الترهيب الممارسة ضدهم.