تتأكد يوما بعد آخر ورطة النظام الجزائري في حمام الدم الليبي الذي يودي يوميا بعشرات الضحايا الجدد من المدنيين , و تحيل المستجدات الطارئة بليبيا مجددا التساؤلات المشروعة حول الأدوار الحقيقية للجزائر فما يقع بشمال القارة السمراء من مؤامرات و مؤامرات مضادة تنسف بالمطلق صورة الحياد الوهمي الخادع الذي تتستر خلفه الديبلوماسية الجزائرية ، لتبرير موقفها مما يحبل به الواقع اليومي من أحداث متسارعة و تعيد الى سطح الأحداث مشروعية المعلومات المتواترة حول تصدير الجزائر لمئات المرتزقة في اتجاه التراب الليبي لدعم كتائب القذافي و من ضمنهم عناصر من جبهة البوليساريو تواترت التقارير عن تجنيد المئات منهم لفائدة كتائب العقيد . ففي آخر المستجدات أكد الثوار الليبيون أول أمس الأحد ، أنهم ألقوا القبض على 15 فردا من المرتزقة الجزائريين و قتلوا ثلاثة آخرين، بمدينة أجدابيا، الواقعة شرق ليبيا، والتي عرفت السبت الماضي معارك ضارية بين الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي وقوات المعارضة. وفي هذا الصدد قال ناطق باسم الثوار الليبيين، شمس الدين عبد المولى، أن المرتزقة الذين تم القبض عليهم لا يحملون وثائق تثبت هويتهم ، إلا أنهم «قالوا بأنهم جزائريين ولديهم لهجة جزائرية»، مؤكدا في ذات السياق أنه تم العثور على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في عمارة بالقرب من أجدابيا. وأضاف ذات المتحدث بأن «الموقوفين قالوا بأنهم يبيعون الحشيش (...) وكان بحوزتهم الحشيش»، مشيرا إلى أن ما صرحوا به «غير معقول». وفي الوقت الذي أكد فيه الناطق باسم الثوار أن المحتجزين لديهم «تتم معاملتهم بشكل جيد»، اتهم مجددا الجزائر بدعمها لنظام معمر القذافي، مؤكدا في نفس السياق أن الجزائر «تغض النظر» على دخول المرتزقة. وفي نفس السياق ، سبق لمسؤول عسكري في قوات الثوار الليبيين يوم السبت الماضي ، الإدلاء بنفس التصريحات، حيث قال بأنه تم القبض على حوالي 10 مرتزقة يحملون الجنسية الجزائرية، مؤكدا في حديث لقناة الجزيرة من مشارف مدينة أجدابيا أن «مرتزقة جزائريين يساعدون نظام القذافي على إبادة الشعب الليبي»، متهما النظام الجزائري بدعم القذافي. كما نفى ذات المتحدث الأخبار الرسمية الواردة من الجزائر والقائلة بأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تحصل على أسلحة من ليبيا ، قائلا : «تصريحات الحكومة الجزائرية جاءت لتأكيد و دعم مزاعم القذافي لا أكثر ولا أقل». ومن جهتها نفت الخارجية الجزائرية أول أمس الأحد أي علاقة لها بنشاط لمرتزقة جزائريين في ليبيا بعد إعلان متحدث باسم الثوار الليبيين أسر مرتزقة جزائريين واتهامه الجزائر بدعم القذافي . وقال عمار بلاني الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لوكالة فرانس بريس « الجزائر تنفي بشكل قاطع وحازم أي علاقة لها بعمليات مزعومة للمرتزقة في ليبيا ».