لن نلقي اللوم على العشب، ولن نلقي اللوم أيضا على التحكيم، ولكن يجب أن نكون موضوعيين، وحتى لانترك العواطف تنساق وراء أحكام مسبقة، ونشحن ذواتنا بكميات زائدة من الزيت ترفع حرارتنا، فالمباراة، والحمد لله مرت في جو أخوي ممتاز، يعكس عمق الروابط الاخوية بين الشعبين المغربي والجزائري، وأبرزت تعطش الإخوان الجزائريين عموما لمشاهدة الاعلام المغربية، وهي ترفرف في شوارع عنابة، وصور قائدي البلدين، وكأننا كنا في عرس فتح الحدود. اللقاء الكروي كان يغلب عليه الطابع التكتيكي، وكان المنتخب الجزائري تحت ضغط جماهيري، كبير، لتفادي الإقصاء المبكر، لذلك لم يكن مردوده بالشكل الذي يجعل المنتخب المغربي عاجزاً عن الفوز عليه. ولولا ضربة الجزاء التي كانت مبكرة (د 5)، وأربكت إلى حد ما أداء العناصر المغربية. لكان المغرب حصد نقطة على الأقل. فقد كان الأفضل على رقعة الملعب، وكان الاكثر في نسبة امتلاك الكرة وفي محاولات التسجيل، لكن الحظ من جهة، وعدم فعالية ثلاثي الهجوم المغربي (تاعرابت الشماخ بوصوفة) كان له الأثر البالغ، في هذه الهزيمة. والغريب ان المدرب غيرتس. وقف عاجزا عن التغيير وإدخال التعديلات التي يمكن ان تقلب الموازين، وفضل الإحتفاظ بنفس التشكيلة حتى الدقيقة الأخيرة، ليقوم بتبديلين عديمي الجدوى وفي الوقت الميت، فإحتفظ بالشماخ، رغم عدم جاهزيته، والحراسة المفروضة عليه، وعدم إمداده من الظهيرين، بأي كرات عالية يمكن استغلالها برأسه. لذلك فاللوم يمكن أن يلقى على المدرب الذي لم يتوفق في فك شفرة الدفاع الجزائري، الذي كان قابلا لأي افتكاك، وسانحا للاختراق، فليس اللوم إذن على العشب أو على التحكيم. وبعد هذه النتيجة، تظل حظوظ المنتخب المغربي قائمة، وله امتياز استقبال الجزائر وتانزانيا في المغرب، على أن الربح الظاهر، هو ان المباراة ابرزت مدى تعطش الجماهير في الجزائر لأشقائها المغاربة، واحترامها للكرة المغربية.