هدد العقيد الليبي معمر القذافي الغرب بما سماه خطر تنظيم القاعدة إذا لم يقدم الدعم له، وقال، مخاطبا الغربيين في مقابلة مع صحيفة فرنسية إن زعيم القاعدة «أسامة بن لادن على أبوابكم»، كما حذر من تدفق المهاجرين على أوروبا، واعتبر أن الثورة الشعبية التي قامت ضده في ليبيا مخطط لها، مؤكدا أن الوضع مستقر في البلاد. وفي مقابلة مع الصحيفة الفرنسية «لوجورنال دو ديمانش» ، استعمل القذافي العصا والجزرة مع القوى الغربية، حيث دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية وأفريقية في ملابسات الاضطرابات الحاصلة في البلاد. وقال إنه يحب أن تتولى فرنسا قيادة هذه اللجنة بالنظر للمصالح الاقتصادية الهامة التي تملكها هذه الدولة في ليبيا. و حذر القذافي الأوروبيين على وجه الخصوص، قائلا «أمامكم الهجرة.. سيقوم آلاف الناس بغزو أوروبا انطلاقا من ليبيا ، ولن يكون هناك أي شخص يوقفهم». كما ركز في حواره كثيرا على تنظيم القاعدة، مؤكدا أن الوضع «خطير جدا بالنسبة للغرب، وبالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط». وقال «النظام الليبي بخير ومستقر، وأريد أن أفهِمكم أنه إذا هددتم استقراره سيأتيكم بن لادن»، وأضاف «بن لادن على أبوابكم». واعتبر أنه يخوض حربا على ما سماه الإرهاب، وقال «لقد ساعدنا كثيرا خلال السنوات الأخيرة في محاربة الإرهاب، ولكن لماذا لا يدعمون ليبيا عندما تكون هي الأخرى في مواجهة هذا الإرهاب؟». وأضاف «على الغرب أن يختار بيني وبين تنظيم القاعدة»، في إشارة إلى التهديدات الغربية المتصاعدة ضده بسبب قصفه للثوار الليبيين الذين يطالبون بتنحيه في مظاهرات واحتجاجات منذ 17 فبراير الماضي. وزعم أن القاعدة «تزود الشباب الليبي بالحبوب المهلوسة وبالأموال كي يرهبوا الناس ويقتلوهم وينهبوهم»، مشيرا إلى أن ما حدث في مدينة بنغازي -التي خرجت عن سيطرته هي والكثير من المدن الليبية- يدخل في هذا السياق. وأكد القذافي أن هذه «الخلايا النائمة» جاءت من العراق وأفغانستان والجزائر، وأن بعض أفرادها أطلق سراحهم من معسكر غوانتانامو الأميركي بكوبا. و جدد القذافي ما سبق وقاله سابقا من أنه لا توجد مظاهرات في ليبيا ، وأن الوضع فيها مستقر، وقال إن بلاده تختلف عن مصر وتونس، مؤكدا أن «السلطة في ليبيا بيد الشعب» ، وأنه «لا يوجد رئيس حتى يستقيل أو برلمان حتى يحل أو دستور حتى يعدل».