بقدر كان الانتصار ثمينا وغاية في الأهمية بالنسبة للرجاء البيضاوي بقدر ما كانت الهزيمة قاسية ومؤلمة لفارس سبو، فالأخير قبل أيام قليلة فقط خرج من جمعه العام غير العادي متصالحا موحدا بين مكوناته وهو يمني النفس ببداية جديدة تمكنه من إرضاء جمهوره لكنه واجه في المباراة التي احتضنها الملعب البلدي بالقنيطرة برسم الدورة الخامسة فريقا هو أيضا مجروح خصوصا بعد هزيمته المدوية أمام الجيش الملكي في الدورة الثالثة ، يجر وراءه سلسلة من التعثرات ومستعد» للقتال « من أجل الابتعاد عن مؤخرة الترتيب التي ركن فيها رغم امكانياته البشرية والمالية . فريق النادي القنيطري دخل المبارة بدون مدربه كركاش الذي رفض المكتب المسير استقالته ومنحه عطلة للاستراحة من الضغوط النفسية التي عاناها في المباريات السابقة وأسندت مهمة الإشراف على الفريق الى مساعده مروان خرباش ، كما دخل المباراة محروما من عميده رشيد برواس الذي تلقى بطاقة حمراء في المباراة امام خريبكة ،وأيضا من لاعب وسط الميدان عبد الرحيم أبرباش بسبب الإصابة لكنه كان معززا بجمهوره الذي ملأ جميع المدرجات والذي التزم بتشجيع فريقه بشكل غير مسبوق وخصوصا جمهور المدرجات العارية الذي رفع لافتة كتب عليها « ورغم كل شيئ نعشقك يا كاك « ..الانطلاقة التي اعطى اشارتها الحكم عبد الله العشيري لعب خلالها الفريقان بحيطة وحذر لجس النبض ، لكن هذا النهج لم يدم طويلا اذ أخذ الرجاويون بزمام المباراة ابتداء من د 25 وأصبحوا يلعبون في معترك النادي القنيطري وكانوا يتسربون إليه من الجهة اليمنى عبر اللاعب محسن متولي ما دفع مساعد مدرب الكاك خرباش الى تقوية خط الهجوم باقحام البوزيدي مكان مازيني قبل نهاية الشوط الاول أملا في تسجيل هدف السبق لكن دون نتيجة . في الشوط الثاني لم ينتظر الرجاويون سوى بضع دقائق ليسجلوا الهدف الأول في د 51 بواسطة اللاعب حسن طاير،هدف زرع الفرحة وسط جمهور الرجاء الذي حج بكثافة الى عاصمة الغرب لمآزرة فريقه ..سبع دقائق بعد ذلك عاد الرجاويون ليسجلوا الهدف الثاني من توقيع اللاعب ناجدي عمر، بعد ذلك لم يعد أمام النادي القنيطري سوى تبني تكتيك الهجوم خصوصا بعد إدخال اللاعب أشرف العربي في د 60 ،وتوجت المحاولات بإصابة من رأس اللاعب السنغالي إريك طراوري في في د 62 ،لكن في الوقت الذي كان النادي القنيطري يضغط من أجل التعادل نزلت الإصابة الثالثة كالصاعقة على رأس القنيطريين ،والمسجل محسن متولى في د 80 الذي كان وراء كل العمليات الخطيرة ضد الكاك وكان بحق نجم اللقاء ..ما بقي من عمر المقابلة لم يفلح فيه هجوم الكاك في اختراق دفاع الرجاء و تهديد شباكها لغياب الدقة والتركيز ..وإذا كان هذا الفوز ثمينا بالنسبة للرجاويين حيث مكنهم من رفع رصيدهم الى 5 نقط وبالتالي إبتعادهم عن مؤخرة الترتيب وإعلان انطلاقتهم الجديدة في البطولة فأن هزيمة النادي القنيطري جمدت رصيده في ثلاث نقط وأنزلته الى قعر الترتيب .والأكيد انها لن تكون بدون آثار سلبية على وضعيته المتأزمة أصلا وعلى علاقته مع جمهوره الذي أصيب بخيبة كبيرة بعد ما قدم له دعما وتشجيعا متميزا كعادته ..وبالنسبة للفريق الأخضر فان هذا الفوز الذي هو الأول له في هذا الموسم نزل بردا وسلاما على المدرب البرتغالي جوزي روماو الذي كان رأسه مطلوبا لو خسر المقابلة ، فقد بدا جد سعيد بالنتيجة وأكد في تصريح مقتضب لوسائل الاعلام ان اللاعبين قدموا مباراة جيدة لعبوا فيها بتركيز وصنعوا أهدافا جميلة.. وفي تعليقه على المباراة عزا اللاعب السابق محمد البوساتي في تصريح لجريدة العلم الهزيمة الى الحالة النفسية المهزوزة للاعبين بسبب المشاكل الداخلية التي عاشها النادي القنيطري في الدورات السابقة مضيفا انهم بذلوا مجهودات خلال أطوار المباراة والدليل على ذلك انهم حاولوا العودة الى المقابلة بعدما سجلت عليهم الإصابة الاولى لكنهم كانوا يفتقرون الى التركيز واللياقة ، وفي المقابل تمكن الرجاويون من قراءة الشوط الاول قراءة جيدة وكانوا سريعين ومنظمين ما أعطاهم الإمتياز في مباراة كانت مصيرية بالنسبة لهم واستعدوا لها جيدا .. وأوضح البوساتي نحن في البداية وعلى الجميع مساندة النادي القنيطري للتغلب على الصعاب التي تعترضه .. وعدا الهزيمة القاسية التي تكبدها فارس سبو فأن أهم شئ تنبغي الاشارة إليه هو تقبل الجمهورالقنيطري الهزيمة بروح رياضية ومغادرته الملعب دون تسجيل اي مشكل أو شغب ،ونجحت مصالح الامن التي قامت بتعبئة غير مسبوقة لقواتها العمومية في تصريف رواد الملعب ومرافقة جمهور الرجاء في ظروف عادية..وفي موضوع التنظيم دائما أفاد مصدر موثق به ان قيمة اوراق الدخول الى الملعب قدرت قيمتها من طرف لجنة التنظيم ب 23 مليون سنتيم لكن المداخيل الحقيقية التي وردت على الصندوق لم تتجاوز 16 مليون ، ووفق ذات المصدر فإن لجنة التنظيم تبحث عن مصير الفرق بين المبلغين .