تؤكد إحدى الخلاصات التي توصلت إليها دراسة حول انعكاس الأزمة الاقتصادية على وضعية المهاجرين المغاربة في إسبانيا « ارتفعت نسبة البطالة في صفوف مغاربة إسبانيا بشكل كبير، والمهاجرون المغاربة تأثروا بشكل خاص جراء تداعيات السياق العام الذي يتميز بصعوبات اقتصادية وارتفاع في صفوف العاطلين». الدراسة التي أنجزها لفائدة مؤسسة البيت العربي فريق الأبحاث «Colectivo loe» كشفت أن نسبة البطالة في صفوف المهاجرين المغاربة بإسبانيا وصلت سنة 2010 إلى 44،5% ، ومست البطالة على وجه الخصوص فئة الشباب البالغ أقل من 25 سنة حيث وجد 62،5% أنفسهم بدون عمل. وبحسب الدراسة التي تُقدم نتائجها رسميا في مقر البيت العربي بالعاصمة الإسبانية مدريد في 20 يناير 2010، فإن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الإسباني ابتداء من سنة 2007 أفقدت المهاجرين المغاربة في ظرف 3 سنوات ما يزيد عن 100 ألف منصب شغل. أما بخصوص المناطق التي شهدت أكبر الارتفاعات في نسب بطالة المهاجرين المغاربة، صنفت الدراسة منطقة بلنسيا في صدارة الأقاليم المستقلة التي تضرر فيها المغاربة جراء الأزمة الاقتصادية إذ سجلت نسبة المغاربة العاطلين عن العمل فيها 60% ، متبوعة بإقليم كانارياس (جزر الكناري) التي بلغت فيها نسبة بطالة بين المهاجرين المغاربة 58%. ومن بين أهم المؤشرات التي جاءت في تقرير البيت العربي، هناك نوعية الأعمال التي يقوم بها المهاجرون المغاربة في إسبانيا، إذ تم تسجيل حوالي 71% من المغاربة وحتى قبل الأزمة الاقتصادية كانوا يعيشون في ظروف صعبة، ويعملون إما في وظائف ظرفية أم في أعمال ثابتة لكنها ذات جودة منخفضة، وفي هذا الإطار فقد المهاجرون المغاربة العاملون في وظائف موسمية 30% من عدد الوظائف بين سنتي 2007 و 2010 أما المهاجرات ففقدن في نفس الفترة حوالي 20% من الوظائف الموسمية. ويتمثل أثر آخر للأزمة الاقتصادية على المهاجرين المغاربة بإسبانيا في ارتفاع عدد العاطلين عن العمل لمدة طويلة، سنة فما فوق، فبحسب الدراسة انتقل عدد العاطلين عن العمل في صفوف المغاربة لمدة طويلة من 24% سنة 2007 ليصل في أواخر سنة 2010 إلى 48%. ويشار إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج قام بشراكة مع مؤسسة البيت العربي، بتنظيم حلقة دراسية شهر نونبر 2010 بالعاصمة الإسبانية مدريد ناقش خلالها باحثون ونقابيون وفاعلون جمعويون موضوع «تأثيرات الأزمة الاقتصادية على المهاجرين بإسبانيا : حالة المغاربة».