قال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إن استضافة بلاده للرئيس التونسي "المخلوع" زين العابدين بن على "ليس فيها أي مساس للشعب التونسي"، مضيفا أن هذه ليست أول مرة تجير فيها المملكة مستجيرا بها. وفي تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية "واس" ا قال الفيصل إن "الاستضافة عرف عربي، والمستجير يجار"، مؤكدا أن السعودية سارت في هذا الصدد على "نهجها الذي تبنته منذ زمن بعيد". في الوقت نفسه، أكد الفيصل مجددا أن السعودية لن تسمح للرئيس المخلوع بالعمل السياسي، حيث قال إن "هناك شروطا لبقاء المستجير، وهناك ضوابط لهذا الشيء، ولن يسمح بأي عمل كان في هذا الخصوص، وإنما نحن مع الشعب التونسي في بلوغ أهدافه وفي بلوغ ما يرمي إليه قلبا وقالبا". وأضاف الفيصل أن المملكة لها علاقات مميزة مع الشعب التونسي، وعبر عن أمله في أن يستقر هذا الشعب، وأن ينال ما يريده من التطور والازدهار والحرية التي يطالب بها. وكان بن علي فرّ إلى السعودية، الجمعة الماضية، تحت وطأة مظاهرات استمرت نحو الشهر، وبدأت احتجاجا على البطالة ثم تحولت تدريجيا إلى انتفاضة شعبية شهدت مقتل ما يقرب من مائة شخص. في نفس السياق، نقلت تقارير إعلامية أن بن علي لم يكن قد حدّد الوجهة التي سيغادر إليها عندما قرر الفرار من تونس، ونقلت التقارير عن "مصدر مقرب" من الرئيس المخلوع أن الزعيم الليبي معمر القذافي عرض عليه استضافته في ليبيا ; لكنه فضل أن يكون بعيدا عن المغرب العربي. ووفقا للرواية التي نقلتها وكالة "يونايتد برس" عن صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية، فإن بن علي اتصل بمسؤول سعودي فأبدى قبولا وترحيبا، في حين رفضت دول خليجية أخرى طلب بن علي اللجوء إليها. ووفقا للمصدر فإن تحليق طائرة بن علي في أجواء مالطا بعد رحيله عن تونس لم يكن بهدف الإقامة فيها ، وإنما لتزويد طائرته بالوقود الكافي لمواصلة الرحلة. أما عن ملابسات رحيله من تونس، فقال المصدر إن وحدات وقيادات من الجيش حاصرت القصر الرئاسي، وخيرت بن علي بين المغادرة أو الإطاحة به وقتله، فاختار المغادرة على عجل تحت حماية من ضباط الأمن الرئاسي، وبمتابعة ليبية، وحراسة فرنسية سهلت له ركوب طائرة خاصة تابعة للطيران التونسي، حيث لم يكن بمقدوره استخدام الطائرة الرئاسية لضيق الوقت. على صعيد آخر، قالت وكالة رويترز إن الرئيس المخلوع عبر عن رغبته في العودة إلى تونس، وذلك خلال اتصال مع الوزير الأول محمد الغنوشي الذي رد عليه بأن الأمر مستحيل. ونقلت رويترز ذلك عن نجيب الشابي، وهو زعيم حزب معارض استقال من منصب وزير التنمية الجهوية في الحكومة الائتلافية، علما بأن الغنوشي كان تحدث عن اتصال هاتفي تلقاه من بن علي عقب فرار الأخير إلى السعودية لكنه لم يكشف عن تفاصيل ما دار فيه.