لن أكون شوفينيا ولا براغماتيا إذا قلت بأن مدينة مراكش كانت طيلة الأيام الماضية القلب النابض للمغرب والقبلة المفضلة لعدد من زعماء العالم سواء في عالم السياسة أو عالم المال أو عالم الرياضة بمناسبة أعياد واحتفالات السنة الميلادية. هذا الإشعاع وهذا الاهتمام الذي بلغته مدينة النخيل لم يأت صدفة لكن نتيجة تضافر عدة عوامل كان أبرزها العامل الأمني...فرجال السلطة المحلية وقطاع الأمن الوطني بكل أسلاكه أبلى البلاء الحسن وامتاز بمهنية واحترافية كبيرتين في تنظيم عملية السير والجولان في شوارع المدينة وحماية الأماكن الحساسة وكذلك عملية دخول وخروج الجماهير الرياضية إلى ملعب الحارثي أثناء إجراء مقابلة الكوكب المراكشي ضد الفتح الرباطي. كل ذلك من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم من أي مكروه، إلى كل هؤلاء نوجه تحية تقدير واحترام ونتمنى كذلك أن تستمر هذه المهنية والاحترافية أثناء تدشين الملعب الكبير لمراكش يوم الأربعاء المقبل وكذلك أثناء احتضان مدينة مراكش مستقبلا لعدة تظاهرات رياضية من الوزن الثقيل. وبالعودة إلى نزال الكوكب والفتح الرباطي فقد استطاع لاعبو الكوكب بعد مرور 900 دقيقة من اللعب أي 10 مقابلات من تحقيق ثاني انتصار لهم في بطولة هذا الموسم وأول انتصار رفقة المدرب بادو الزاكي مستهلين بذلك سنة 2011 بفوز ثمن على بطل إفريقيا وفي نفس الوقت مغادرة ملعب الحارثي بأفراح وأعراس. الشوط الأول امتاز بمستوى تقني متوسط من الطرفين مع تسجيل احتكار أكثر للكرة وانتشار أحسن في رقعة الملعب للزوار لامتلاكهم وسط ميدان من المستوى الكبير ولاعبين مرموقين ذوي خبرة في الميدان. في المقابل كان لاعبو الكوكب تائهين في الملعب مما أجبر المدرب الزاكي على إجراء تغييرين في العشرين دقيقة الأولى من اللعب، دخل أوكادي مكان شهاب المصاب، كذلك دخل عين الحياة مكان طرينا لتعزيز خط الدفاع؛ فتحسن بذلك أداء الكوكب. في الدقيقة 27 وعكس مجرى اللعب يستطيع المدافع أوكادي إثر خطأ على بعد 35 متر من الحارس كوحا وبقذفة قوية ولا أجمل من افتتاح حصة التسجيل. لم يستسغ بطل إفريقيا أن يسجل عليه هدف بهذه الطريقة فبادر إلى خلق عدة هجومات على مرمى بلكميري وكان قاب قوسين أو أدنى أن يعدل الكفة في الدقيقة 33 على يد المهاجم بدر الكشاني لكن قذفة هذا الأخير تمر جانبا. باقي فترات الشوط الأول كانت سجالا بين الفريقين بدون أن تهتز الشباك. وإذا كان الشوط الأول كما يقال شوط اللاعبين فإن الشوط الثاني يوصف بشوط المدربين لذا كانت بصمة المدرب الزاكي بادية للعيان حيث غير من خطة لعبه ووظف اللاعبين أحسن توظيف في رقعة الملعب. في المقابل فالمدرب الحسين عموثة لم يدخل أي تغيير على خطة لعبه اللهم من إجراء بعض التغييرات والروتوشات التي لم تعطي ما كان مرجوا منها. فكان الكوكب المبادر إلى التهديد بواسطة الهردومي ولولا تدخل الحارس كوحا لكان الهدف الثاني في الدقيقة 47 ليرد نصير من الفتح كذلك بكل قوة في الدقيقة 55 لكن بلكميري ينقذ بكل براعة. وإثر عملية جد منظمة انطلقت من وسط الملعب من طرف الضرضوري الذي سلم الكرة إلى جفرسون هذا الأخير يسلمها إلى الضرضوري من جديد وبلمسة واحدة يحولها للهردومي الذي يقذف بقوة ويصدها الحارس كوحا لتسقط أمام أبرباش الذي يسكنها في الشباك إثر قذفة قوية في الدقيقة 64 ويطلق بذلك رصاصة الرحمة على الزوار في الوقت الذي اهتزت أركان ملعب الحارثي بالأهازيج والتصفيق والهتاف. غريب أمر جمهور الحارثي الذي كان في ما قبل يعاتب المدرب الزاكي ويصفه بالسمسار انقلب فجأة ليهتف باسمه... ! ومن أجل لعب الكل من أجل الكل نزل لاعبو الفتح بكل ثقلهم إلى مناطق الكوكب لتسجيل ولو هدف الشرف لكن هذه الخطة لم تعطي المرجو منها وأصبحت في خط دفاع الفتح شوارع استطاع بهجمة مضادة اختراقها الوالي العلمي من الجهة اليسرى للحارس كوحا لتصل الكرة فوق طبق من ذهب لدوليازال الذي لم يجد أدنى صعوبة في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 84 والذي كان عنوانا بارزا لانتصار مستحق للكوكب وفي نفس الوقت طرد للنحس الذي لاحقه منذ الدورة الرابعة عندما انتصر على شباب قصبة تادلة، في الوقت الميت يهدي عين الحياة هدية للاعب التريكي الذي لم يحسن التركيز... ليعلن الحكم نور الدين ابراهيم الذي كان في مستوى اللقاء عن نهاية المقابلة في جو رياضي بديع بين الفريقين. نتمنى أن يكون هذا الانتصار الانطلاقة الحقيقية التي طالما انتظرها المدرب الزاكي ومناسبة للمدرب الحسين عموتة لمراجعة أوراقه في الوقت الذي هو مقبل على الدخول في إقصائيات كأس الكونفدرالية الإفريقية.