أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) كتابا بعنوان «أطباء القدس عبر العصور، صفحات مشرقة من الحضارة الإسلامية» من تأليف د. محمد فؤاد الذاكري وهو طبيب باحث في التراث العلمي الإسلامي. قدّم لهذا الكتاب الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة ومما جاء في تقديمه قوله: «ازدهرت الحضارة الإسلامية في ذروة تألقها وامتداد إشعاع أنوارها إلى مختلف بقاع العالم في العصور الوسطى، بسبب تضافر جهود رجال العلم والأدب والفن وتكامل إسهاماتهم العلمية والإبداعية في مختلف حقول المعرفة، الذين وإن كانوا ينتمون إلى أعراق متعددة من عرب وفرس وترك وكلدان وأكراد وهنود وزنوج وأمازيغ وأندلسيين وصقالبة، فإنهم كانوا ينتمون إلى أمة واحدة، حتى بالنسبة لمن كان منهم على غير دين الإسلام، من أهل الأديان والملل والنحل الأخرى، لأن الحضارة الإسلامية جمعت بينهم، فكانوا جميعا من بُناتها، كلٌّ من موقعه. ولئن كانت المدن والحواضر التي ازدهرت فيها العلوم والآداب والفنون والصنائع على امتداد خريطة العالم الإسلامي، كثيرة ومتعددة، فإن عددا محدودا منها قد تميز بخصائص ينفرد بها، ومنها مدينة القدس الشريف التي كانت مركزا من مراكز الإشعاع الحضاري عبر العصور، والتي كانت تشد إليها الرحال من مختلف الأقطار، وعلى مستوى جميع طبقات العلماء والفقهاء والأطباء والأدباء والشعراء والمتصوفة، وغيرهم ممن سطع نجمه وارتفع سهمه، من رجالات العلم والمعرفة بمختلف ألوانها وفي شتى المجالات، ولذلك نجد أن ما تجمّع في هذه المدينة المقدسة من النّوابغ والرّواد والمشاهير والأعلام، في أزمنة مختلفة يكاد يكون ظاهرة حضارية لم تعرفها مدن أخرى. ففي هذه المدينة التي هي زهرة المدائن عاش نبغاء عرب ومسلمون في كل علم وفن، وردوا عليها من كل فج عميق، ومنهم طائفة من الأطباء المشاهير الذين سجلوا أسماءهم في صحائف تاريخ الحضارة الإسلامية، والذين يقدمهم لنا مؤلف هذا الكتاب الطبيب الباحث في التراث العلمي العربي الإسلامي، الأستاذ الدكتور محمد فؤاد الذاكري، في صور مشرقة ووافية بالقصد، تحت عنوان بالغ التعبير عن أهمية الدور الذي قاموا به في إغناء العلم وخدمته والنهوض بالطب وتطويره، هو: «أطباء القدس عبر العصور. صفحات مشرقة من الحضارة الإسلامية» الذي تنشره المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، بمناسبة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009. ولقد وفق مؤلف هذا الكتاب في تقديم خلاصة من المعلومات التاريخية عن طائفة من الأطباء النبغاء الذين عاشوا في القدس الشريف، من خلال أربعة عشر فصلا، غطى فيها العصور الإسلامية المتعاقبة، بدءا من العصر الإسلامي الأول، فجاء كتابه موسوعة مركزة ومختصرة، تفيد الباحثين، حيث تقدم لهم زادا معرفيا دسما يعزز الثقافة الإسلامية المعاصرة، وتجلي للقارئ المتخصص وللقارئ العام في الآن نفسه، صفحات مشرقة من الحضارة الإسلامية العلمية الزاهرة». يقع هذا الكتاب التوثيقي في 260 صفحة من القطع الكبير.