عرف النسيج الجمعوي بمنطقة أوطاط الحاج وإقليم بولمان عموماً حركة ديناميكية جديدة منذ سنة 2004، ثم نقلة نوعية خاصة بعاصمة الإقليم ميسور فيما بعدها. ساهم في ذلك التشارك الواعي الذي حصل بين فعاليات المجتمع المدني من جهة، والمجالس المنتخبة والسلطات المحلية من جهة أخرى؛ ففي موسم 2004/2005، تم عقد أول منتدى تنموي يخص منطقة أوطاط الحاج وميسور، نظمه المجلسان البلديان للمدينتين، بشراكة مع الجمعية المغربية للتضامن بالقنيطرة (Sodev) والشبكة الكاطالانية (Cornisa)، شارك فيه ممثلون عن المصالح الخارجية بالإقليم (الصحة، الفلاحة، التعليم، الشبيبة والرياضة..)، وممثلون عن المجتمع المدني لدائرتي أوطاط الحاج وميسور. وتمّ الوقوف من خلاله على جميع المؤهلات بالمنطقة من موارد طبيعية، فلاحية، اقتصادية، سياحية، وسوسيوثقافية, وقد كُلل ذاك اللقاء بإحداث لجنة تنسيقية واحدة تضم فاعلين جمعويين ومنتخبين من كلا الدائرتين، أسندت إليها مهمة التنسيق والتتبع لإخراج التوصيات إلى حيز الوجود. إلا أن العامل الجغرافي وضعف الإمكانيات، وكذا تباين بعض المشاكل الجوهرية على مستوى تراب كل دائرة، عرقل فعلا عمل اللجنة التنسيقية,, لكن أمام هذا الإخفاق النسبي، وُلدت إرادة قوية عصبها الوركي هو المحتمع المدني خاصة بالدائرة الترابية لميسور حيث شُكلت لجنة مؤقتة تضم 4 جمعيات وهي: حركة الطفولة الشعبية، الأوراش المغربية للشباب، جمعية الشعلة للتربية والثقافة والفن، وجمعية ملوية للتنمية والثقافة والأعمال الاجتماعية، عملت على إخراج المنتدى الثاني للتنمية موسم 2005/2006، بفندق بارودي بميسور، بشراكة مع Sodev و Cornisa ، وبحضور ممثلين عن كل من المجلسين البلديين لأوطاط الحاج وميسور، و83 جمعية وطنية ومحلية بهما، والسلطات المحلية بالمنطقة. وقد عرفت هذه النسخة من المنتدى حدثا مهما تمثل في تشكيل لجنتين تنسيقيتين مستقلتين على مستوى كل دائرة، وأسندت مهمة التنسيق بينهما للجمعية المغربية للتضامن (Sodev). مرحلة ما بعد المنتدى الثاني: لقد كان التفكير في خلق لجنتين بدل واحدة اختيارا صائبا، حيث تجلت في الأفق ملامح الجد والمثابرة وبالتالي ديناميكية العمل الجماعي تجسيدًا لمفهوم الاتحاد، خاصة على مُحيا لجنة ميسور. هذه الدينامية تُرجمت إلى تأسيس شبكة جمعوية بتاريخ 16 دجنبر 2006، بمباركة تسع جمعيات محلية ووطنية.. مرحلة ما بعد التأسيس: «إن تأسيس هذه الشبكة ماهو إلا تأكيد على استمرارية التنسيق وتوحيد آليات الاشتغال»، جاء ذلك على لسان أحد الفاعلين في الساحة الجمعوية. وبالفعل، عملت الشبكة الجمعوية المحلية ميسور (Réseau Associatif Local Missour) على تسهيل مأمورية إنجاز يعض المشاريع؛ على سبيل المثال لا الحصر، الورش الدولي الذي نظمته الأوراش المغربية للشباب بتنسيق مع جمعية ملوية للتنمية والثقافة والأعمال الاجتماعية، والذي عرف مشاركة متطوعين من فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، إيطاليا، والمغرب طبعا. للإشارة فقط، الورش كان هدفه ترميم مركز التربية والتكوين بأولاد بوخالفة، وربط حديقة المجال الأخضر بماء الري بدائرة ميسور. سنة 2008 كان لها وقع خاص على ال RALM، حيث انطلق مشروع تقوية قدرات الفاعلين الجمعويين بإقليم بولمان بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث استفاد ما يناهز 250 فاعل جمعوي من مختلف ربوع الإقليم ، من تكوينات في المجالات التالية: ·الدورة الأولى: التسيير الإداري والمالي ·الدورة الثانية: إعداد المشاريع ·الدورة الثالثة: المرافعة والحكامة ·الدورة الرابعة: تداريب لأطر المخيمات الصيفية؛ ولم تكتف الشبكة الجمعوية بهذه الأنشطة فقط، بل نظمت دورة تكوينية خاصة لفائدة جمعياتها تحت عنوان: «الإطار المنطقي للمشروع» بشراكة مع جمعية Sodev، أطره الأستاذان أحمد آيت حدوت وواصيف. وقد كان لهذا التكوين كل الفضل في إخراج مشروع شبكة مراكز تأهيل المرأة كفاعل أساسي في التنمية الذي مولته الوكالة الكاطالانية، عبر جمعيتي Sodev و Sodepau، وتُنفّذه الشبكة الجمعوية المحلية ميسور؛ للإشارة، يهم هذا المشروع بالخصوص إحداث 8 مراكز للتربية والتكوين موزعة على تراب 3 جماعات محلية هي: الجماعتان القرويتان سيدي بوطيب وويزغت، والجماعة الحضرية لميسور. 8 مراكز إذن مجهزة ومؤهلة بكل ما يضمن السير العادي لها، ناهيك عن خلق ما يزيد عن 32 منصب شغل طيلة عمر المشروع المحددة في ثلاث سنوات.. ويهدف المشروع برمته إلى تأهيل المرأة عبر دورات تكوينية وإحداث محترفات الخياطة والنسيج والتدبير المنزلي بكل مركز على حدة، كما يهدف في ثناياه إلى ترسيخ مبدأ التعاون عن طريق تأسيس تكتلات اجتماعية (تعاونيات وجمعيات)، وبالتالي إحداث مشاريع مدرة للدخل للساكنة المحلية.. من جانب آخر، اعترافا منها بالدور الذي يلعبه تشجيع التمدرس في تجميع قوى فكرية لتلاميذ المنطقة لشق طريق تميُّّّّّّّّّّّّّّزهم الدراسي، نظمت الشبكة الجمعوية المحلية ميسور بشراكة مع جمعية شباب سيدي بوطيب مخيمات صيفية بالمجان لفائدة الأطفال المتفوقين دراسيا بالمنطقة؛ وفي إطار تأهيل المرأة دائماً، ساهمت الشبكة الجمعوية المحلية ميسور بكل ثقلها في تنظيم المنتدى النسائي الأول لميسور بشراكة مع بلدية ميسور المغربية وبلدية هاسلت البلجيكية، وزادت في مسارها بتنظيم منتدى خاص بالمرأة القروية بجماعة سيدي بوطيب؛ وفي إطار تقربها من هموم المواطن المغربي ومعرفة حاجياته، نظمت RALM منتديات الدواوير للتنمية البشرية بأكثر من 3 مراكز قروية.. «الاتحاد قوة» عبارة حفظناها ونرددها - جميعاً- لحاضرنا وغائبنا، لكن بإسقاطنا لهذه العبارة على الشبكة الجمعوية المحلية ميسور ومشروعها التنموي نكون قد لامسنا ما حفظناه سلفا، ونزيد: «التشبيك مجال لتجسيد القوة والتجديد»