تمكن محمد البوكيلي الفنان التشكيلي من استدراج العديد من الفانين والمبدعين والجمعويين كعادته الى فضاء "مؤسسة البوكيلي إبداع وتواصل " التي يرأسها، من أجل تكريم أحد أكبر رواد المسرح المغربي الطيب الصديقي ..ثقل السنون لم ينل من الأخير، ولم يمنعه من الحضورالى هذا الفضاء الرائع الحافل بالإبداع في المعمار والرسم والخط والنحت والخضرة، وسط جماعة سيدي الطيبي ضاحية القنيطرة ..ولبت الدعوة ثلة من الوجوه البارزة يتقدمهم رجل المسرح عبد الحق الزروالي وفنانون تشكيليون ،ومثقفون ، ومهتمون ..وقدمت الصحفية أمينة السحاقي المتدخلين خلال هذا الحفل ،وهم على التوالي محمد البوكيلي ، عيسى يكن التشكيلي والكاتب ،سعيد سوسان الكاتب،محمد الأشهب الإعلامي ، عبد الحق الزروالي ،الأستاذة خديجة زغيغي نيابة عن الزجال أحمد المسيح ، الكاتب مصطفى لكليتي ،والفنان التشكيلي محمد الريحاني ..ومن جملة ما قيل عن الصديقي أن الأخير يعتبر قيمة فنية كبرى ،ورائد المسرح المغربي ،وتجربة فنية غنية ،بدأ مبكرا في السنوات الأولى للإستقلال مع المسرح العمالي ثم مع مسرح الناس، ومسرح المقهى ،ومسرح موكادور. أعطى للمسرح الشيء الكثير،وأخذ عن الشرق من الهمداني والتوحيدي والتراث العربي ،كما استلهم من الغرب من أمثال بكيت ،موليير، بريخت وغيرهم.. ثم صاغ تجربة متفردة بهوية مغربية .خالط الناس ،والمجتمع مصدر وحيه فأبدع فرجة مسرحية من النوع النادر ،وشكل وحده مدرسة تخرجت منها عدة مواهب ومجموعات غنائية، ناس الغيوان مثال على ذلك.. إن الصديقي شخص مركب، مفرد بصيغة الجمع ،ممثل ،كاتب ،شاعر ،سينمائي ،خطاط ،رسام ،باحث في التراث ،ومصمم ديكور، وسائل التعبيرعنده متعددة ،غير أن المعبر واحد ،وميزته واحدة، هي التعبير الجريء الحر ..لكن مسك الكلام هو ما قاله المحتفى به ذاته في كلمة مقتضبة ،فالمسرح عند الصديقي يتضمن أشياء غير واقعية وكاذبة ،لكنها تقرب من حقيقة الحياة ،وهذا هو سر تعلقه بالمسرح وتفانيه فيه ..الصديقي من مواليد مدينة الصويرة سنة 1938،درس المسرح في المغرب وفرنسا وألمانيا ،وفضلا على التأليف تقلد مهام التسيير،إذ عين سنة 1964 مديرا لمسرح محمد الخامس ،ثم بعد ذلك مديرا لمسرح الدارالبيضاء .تم تكريمه في عدة مناسبات اعترافا بالعمل الذي أنجزه خاصة في فن المسرح .. واختتم الحفل بتقديم هدايا رمزية وتذكارات تقديرا له على ما أسداه للمسرح المغربي من أعمال كثيرة ومهمة ،وللثقافة في المغرب وفي العالم بصفة عامة ..