أكد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، أنيس بيرو، يوم السبت بساو باولو، أن استكشاف أسواق أمريكا اللاتينية يندرج في إطار مقاربة ترويجية جديدة للصناعة التقليدية المغربية. وأضاف بيرو، الذي يتواجد بالبرازيل في إطار جولة بالمنطقة قادته إلى كل من الشيلي والأرجنتين، مرفوقا بوفد هام يضم 14 من رؤساء مقاولات عاملة بالقطاع، أن هذه المقاربة تأتي بعد انحسار إمكانيات استيعاب بعض الأسواق التقليدية في أوروبا لمنتوجات الصناعة المغربية، وتقوم على تنويع منافد ترويج هذه المنتوجات لتشمل أسواق جديدة كبلدان الخليج وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية. وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقاء بين الوفد المرافق له وعدد من رجال الأعمال البرازيليين المشتغلين في القطاع، أن عملية الترويج، التي كانت تتم بالخصوص من خلال المشاركة في المعارض الدولية، امتدت لتشمل أيضا تمكين رجال الأعمال المغاربة من ربط الاتصال مع أرباب المراكز التجارية وشبكات المتاجر بغية تموقع أفضل للصناعة التقليدية المغربية. وأوضح أن هذه المقاربة الترويجية الجديدة انطلقت من أمريكا اللاتينية، وتحديدا من الشيلي والأرجنتين والبرازيل، لأن هذه الدول عرفت ارتفاعا كبيرا في مستوى العيش وسجلت إحدى أكبر نسب النمو الاقتصادي بالعالم رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، مبرزا في هذا الصدد أن اللقاءات التي أجرتها البعثة المغربية كشفت عن وجود إمكانية لولوج هذه الأسواق. وأضاف أن الاتصالات الأولية التي أجراها الوفد المغربي "تجعلنا ننظر إلى المستقبل بثقة كبيرة نظرا لوجود إمكانية كبيرة في هذه الدول ستسمح للصناعة التقليدية المغربية، التي لا يقتصر دورها في الجانب الاقتصادي، بالتعريف بالمغرب وبمقوماته ومؤهلاته وهويته وتاريخه لأن منتوجات هذه الصناعة تعبر عن حضارة وجمالية المملكة وعمقها التاريخي". وأكد أن تنظيم مثل هذه البعثات يكتسي أبعادا ليس اقتصادية فحسب، بل ثقافية وسياسية كذلك، لأنها تتيح، من خلال الصناعة التقليدية، إمكانية "التعريف بوجه المغرب كبلد له مشروع اجتماعي يحظى بإجماع وطني يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس بثبات، وهو مشروع متميز في المنطقة العربية وفي إفريقيا"، معتبرا في هذا السياق أن الصناعة التقليدية لها أيضا دور في الدبلوماسية الاقتصادية. وأبرز أنه على هامش اتصالات وأنشطة الوفد المغربي في البلدان الأمريكية الثلاثة، كانت هناك أيضا لقاءات مع عدد من الفعاليات السياسية بهذه البلدان "للتعريف أكثر بالقضية الوطنية، وخصوصا تنوير المجتمع السياسي في هذه الدول بشأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة العيون واليد الإجرامية للانفصاليين ولأعداء الوحدة الترابية" في هذه الأحداث و"إظهار الحكمة التي دبرت بها السلطات المغربية الأزمة، والتي أبانت عن النضج الكبير لبلدنا، رغم ما قام به هؤلاء الانفصاليون المجرمون، حيث لم يتم إطلاق ولو رصاصة واحدة". وأضاف أن تدبيرهذه الأزمة من طرف السلطات المغربية تم "بطريقة جد حضارية وباحترام كامل لحقوق الانسان"، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات كانت أيضا فرصة "لإظهار الكذب والبهتان، خاصة عبر الترويج لصور يرجع بعضها لسنة 2006 لأحداث غزة أو لصور لجريمة بالدار البيضاء وإظهارها كأنها حدثت في العيون". و أبرز عدد من رجال الأعمال المغاربة الأعضاء في هذه البعثة، في تصريحات مماثلة، أهمية هذه اللقاءات ودورها في الترويج لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية، مشيرين إلى أنها مكنت من التعرف على رغبات المستهلك بهذه البلدان وأكدت وجود طلب على المنتوج المغربي في هذه الأخيرة. كما أكدوا على ضرورة العمل على استمرارية مثل هذه المبادرات وتوسيعها لتشمل مدنا أخرى بالبلدان الثلاثة المذكورة، فضلا عن أسواق أخرى بالمنطقة، وعلى أهمية تنظيم زيارات مماثلة إلى المغرب لفائدة الفاعلين الاقتصاديين بهذه البلدان المشتغلين في قطاع الصناعة التقليدية، وذلك بهدف الإطلاع عن قرب على غنى وجودة المنتوج المغربي.