عقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال طيلة يوم السبت السادس من ذي الحجة 1431 هجرية الموافق 13 نونبر 2010 أشغال دورته الخامسة العادية، وبعد الاستماع إلى العرض السياسي الهام الذي ألقاه الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي، وبعد المناقشات المستفيضة الذي أعقبته والتي تميزت بالصراحة والعمق في تناول مختلف القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الوطني أصدر البيان العام التالي: إن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يثني على العرض السياسي الهام والشامل الذي افتتح به الأخ الأمين العام للحزب أشغال دورته الخامسة ويؤكد مصادقته على مضامينه ويعبر عن استعداده الكامل للانخراط في مضامينه الهامة. وإن المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي تدارس بعمق ومسؤولية آخر التطورات والمستجدات المرتبطة بقضية المغاربة الأولى، قضية الوحدة الترابية يجدد إدانته الصارخة لأعمال التخريب والتدمير التي تعرضت لها مدينة العيون عاصمة إقليم الساقية الحمراء من طرف عصابات منظمة حاولت إثارة الفتنة بين السكان الأمنيين ويدعو إلى ردع المتسبين فيها. في إطار القانون، ويؤكد أن مظاهر الإرهاب التي تعمدت هذه العصابات ارتكابها في مدينة العيون الآمنة كانت بتدبير من أطراف خارجية سخرت إمكاناتها الهائلة والطائلة لإثارة الفوضى. والمجلس الوطني لحزب الاستقلال إذ يقدم أصدق عبارات التعازي والمواساة لشهداء وجرحى أحداث العيون من أفراد قوات الأمن، والدرك، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية الذين قدموا حياتهم ثمنا للوحدة الوطنية، فإنه يحيي بصدق المواطنين الذين تصدوا للإرهابيين في جو من المسؤولية وبروح المواطنة العالية، فإنه ينبه إلى الخطورة البالغة التي تكتسيها بعض الممارسات ذات البعد الضيق ويطالب باتخاذ الإجراءات الإدارية، القانونية التي تحفظ لأقاليمنا الجنوبية الغالية استقرارها وأمنها وسلامتها. كما يترحم على أرواح المواطنين المدنيين اللذين سقطا ضحية لتصرفات عصابات التدمير ويعزي اسرتيهما. ويجدد المجلس الوطني لحزب الاستقلال في هذا الصدد التأكيد على أن ملف أقاليمنا الجنوبية المسترجعة قد أغلق نهائيا بعودة هذه المناطق الغالية إلى أرض الوطن وأن تقديم المغرب لمقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كان تعبيرا منه للمجتمع الدولي عن استعداده الكامل للتجاوب مع الجهود الأممية لضمان تسوية سياسية عادلة ودائمة ونهائية ومتوافق بشأنها. ويحرص المجلس الوطني على تجديد تأكيده على استمراره في الانخراط في أجواء التعبئة الوطنية وراء جلالة الملك لمواجهة جميع التحديات وكسب جميع الرهانات. ويؤكد المجلس تضامنه المطلق مع المغاربة المحتجزين في تيندوف ويناشد المنظم الدولي والأمم المتحدة من أجل فك الحصار عنهم وتخليصهم من آلة القمع والوضع اللاإنساني الذي تفرضه عصابة البوليساريو وتزكيه الجزائر. ويوجه حزب الاستقلال بهذه المناسبة ومن جديد عظيم امتنانه لجميع أفراد قواتنا المسلحة الملكية وأجهزة الأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية للتضحيات الجسيمة التي ما فتئوا يقدمونها للحفاظ على أمن ووحدة واستقرار هذا الوطني الغالي. ويجدد اعتزازه بمواطنينا في هذه الأقاليم الذين تشبثوا بمغربيتهم وهويتهم الوطنية الصادقة ويعبر عن اعتزازه بالمنجزات الكبرى التي تحققت هناك والتي ساهمت في تسريع وتيرة التنمية.. ويعبر المجلس الوطني لحزب الاستقلال في هذا الصدد عن شديد استغرابه لتكالب بعض وسائل الإعلام الإسباني التي نصبت نفسها طرفا معنيا بصفة مباشرة بهذا النزاع المفتعل، إذ عمدت إلى اختلاق الأكاذيب والافتراءات وإطلاق العنان لعبارات السب والقذف في حق المغرب والمغاربة، ويحرص المجلس الوطني للحزب على إدانة هذا السلوك العدواني لأوساط إعلامية إسبانية أكدت غير ما مرة بأنها تقوم بتصريف أهداف سياسية دنيئة. ويحيي المجلس الوطني لحزب الاستقلال انتفاضة الغضب التي عبر عنها مغاربة مليلية الذين يعانون ميزا عنصريا بغيظا جدا حرمهم من أبسط شروط العيش الكريم، ويعبر عن مساندته المطلقة لمطالبهم المشروعة ويؤكد أن إصرار إسبانيا على مواصلة احتلال سبتة ومليلية والثغور الأخرى من شأنه أن يخلق وضعا شاذا غامضا وقابلا للتفجير في أية لحظة. ويجدد التأكيد في هذا الصدد على أنه لامناص ولا حل لهذه القضية غير الجلاء الفوري للاستعمار الإسباني عن هذه المناطق. ويعرب المجلس الوطني لحزب الاستقلال من جهة أخرى عن اعتزازه الكبير لحصيلة الأداء الحكومي التي مكنت البلاد من اجتياز مرحلة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية دون تأثيرات كبيرة تذكر، ويؤكد تعبئته الكاملة لضمان شروط استمرار مراكمة هذه المكاسب الهامة التي غطت جميع مناحي الحياة. ويسجل في هذا السياق التحسن الملحوظ لجميع المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية بشكل غير مسبوق وينوه بتركيز العمل الحكومي على الاهتمام بالقطاعات الاجتماعية التي عرفت ميزانياتها السنوية، ارتفاعا كبيرا وملحوظا ويدعو إلى مزيد من العمل وتظافر الجهود لتحقيق مزيد من التحسن والتطور. ويعتبر أن الأغلبية السياسية الحالية نجحت في إطار أجواء الانسجام والتضامن والتكامل في أداء الأدوار المنوطة بها. وإن المجلس الوطني يحرص على أن يقف وقفة إجلال للشعب الفلسطيني البطل الذي يتعرض إلى أبشع أنواع الاستعمار والاحتلال الذي عرفه تاريخ البشرية جمعاء، ويجدد الاستقلاليون والاستقلاليات التعبير عن مساندتهم المطلقة لنضال الشعب الفلسطيني البطل والتنديد بجميع مظاهر وتجليات الاحتلال الصهيوني الغاشم، ويؤكد على أن السلام المنشود يتوقف أولا على الايقاف الفوري لبناء المستوطنات وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين وإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون الاحتلال، وجلاء الاستعمار الصهيوني عن جميع الأراضي العربية المحتلة.