تحدث وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عن تعاون أمني مع اليمن، مؤكدا أن الجيش الأميركي قد يعزز تدريب القوات الأمنية اليمنية في مواجهة تنظيم القاعدة، وذلك بعد قضية الطرود الملغمة التي تم اعتراضها وهي في الطريق من اليمن إلى الولاياتالمتحدة. وقال غيتس «أعتقد أنه فيما يتعلق بالتدريب ونحو ذلك هناك أمور أكثر بوسعنا أن نفعلها لمساعدة اليمنيين وتقوية قدراتهم، وأعتقد أن من العدل أن نقول إننا نبحث معهم مجموعة مختلفة من الاحتمالات بناء على هذه الخطوط». وتقول رويترز إن غيتس عندما طلب منه الاستفاضة في هذا الشأن قال «أعتقد أن التركيز الأساسي سيكون على التدريب». وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن مسؤوليته عن طردين ملغومين مرسلين إلى معبد يهودي في شيكاغو تم اكتشافهما في كل من دبي وبريطانيا، كما أعلن مسؤوليته عن تحطم طائرة شحن أميركية بدبي في 3 شتنبر الماضي. لكن السلطات الإماراتية قالت إنها لم تعثر على أي أدلة تدعم فرضية حدوث تفجير لطائرة الشحن، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب اشترط عدم ذكر اسمه أن هناك تكهنات، لكن لا يمكن تأكيد مسؤولية القاعدة عن تحطم الطائرة. ونقلت رويترز عن محللين أن «الحكومة اليمنية الضعيفة تواجه مشكلات اقتصادية هائلة ومشاعر قوية مناهضة للأميركيين تعقد شراكتها مع واشنطن، ويحذرون من أن أي وجود عسكري أميركي كبير يمكن أن تكون له نتائج عكسية ويغذي اللهجة الخطابية التي تستخدمها القاعدة في التجنيد». وعززت الولاياتالمتحدة بالفعل المساعدة المقدمة لليمن لمكافحة «الإرهاب» من 4.6 ملايين دولار في العام 2006 إلى 155 مليون دولار في السنة المالية 2010، وهو ما يعد انعكاسا للتهديد المتزايد المتوقع من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي وصف بأنه أنشط فرع للقاعدة خارج قاعدتها التقليدية في أفغانستان وباكستان. من جانبها ، كشف صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن قيام الولاياتالمتحدة بنشر طائرات بدون طيار «لاصطياد» عناصر القاعدة في اليمن، لكن نقلت عمن وصفتهم بمسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لم يتم إطلاق صواريخ من هذه الطائرات بعد بسبب الافتقاد لمعلومات استخباراتية مؤكدة حول مكان وجود العناصر المستهدفة. وقال هؤلاء المسؤولون إن الطائرات بدون طيار ستقوم بدوريات في سماء اليمن لعدة أشهر بحثا عن عناصر القاعدة، بعدما شهدت الفترة الماضية اعتمادا على القوات اليمنية في هذا الشأن إضافة إلى استخدام صواريخ كروز في وقت سابق من العام الجاري. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين إشادتهم بمستوى التعاون اليمني في هذا الشأن، وقالوا إنهم حصلوا على ضوء أخضر لشن هجمات بالطائرات من دون طيار على نطاق واسع، مؤكدين أن الشيء الوحيد الذي تعترض عليه اليمن هو وجود قوات على الأرض. كما كشف المسؤولون عن حشد كبير لعناصر الاستخبارات الأميركية في اليمن يشمل وصول فرق إضافية ونحو 100 من مدربي العمليات الخاصة مع نشر أنظمة للتنصت والرقابة المتطورة. في نفس السياق، أصدرت محكمة أمن الدولة في اليمن أمرا «بالقبض بالقوة» على رجل الدين الأميركي ذي الأصل اليمني، أنور العولقي، «حيا أو ميتا»، علما بأنه مطلوب لدى الولاياتالمتحدة حيث سمحت لمخابراتها باعتقاله أو قتله بعد الربط بينه وبين محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة في دجنبر 2009.