30في المائة من الساكن البالغين أكثر من 10سنوات يعانون الأمية، رقم أعلنت عنه مديرية محاربة الأمية خلال لقاء نظمته بالرباط أول أمس الأربعاء بتعاون مع مكتب اليونيسكو حول موضوع «محو الأمية بالمغرب:الانجازات والبرامج المجددة»..وفي حصيلة برامج محاربة الأمية لموسم 2009-2010،التي قدمها الحبيب ندير مدير مديرية محاربة الأمية، فقد عرف عدد المستفيدين من برامج محو الأمية ارتفاعا مهما حيث انتقل من286.000 موسم 2002-2003 ليصل إلى أكثر من 706.000مستفيد ومستفيدة موسم 2009-2010.. وخلال السبع سنوات الأخيرة (2003-2010)بلغ العدد المتراكم للمستفيدين من برامج محو الأمية اكثرمن4،5ملايين شخص وهو أكثر من ضعف العدد المتراكم خلال عشرين سنة مابين 1982و2002والذي لم يتجاوز المليوني مستفيد وتمثل النساء أكثر من 80 في المائة من مجموع المستفيدين، فيما يمثل سكان الوسط القروي نصف الأعداد الإجمالية المسجلة.. واستنادا إلى حصيلة 2009-2010 دائما فقد بلغ عدد المسجلين 706.394شخصا موزعين حسب المتدخلين، فالجمعيات سجلت 338.940 مستفيد(%48) وسجلت القطاعات الحكومية 294.057(%41.6) و وزارة التربية الوطنية70.087(%9.9) والمقاولات3.310(%0.5)..بينما بلغ عدد المراكز المحتضنة لبرامج محو الأمية 15.640مركزا تابعا لمختلف المتدخلين، واشرف على تكوين المستفيدات والمستفيدين 17.600 مكون ومكونة. وفي دراسة عن كلفة الأمية بالمغرب أكد الحبيب ندير أن مديرية محاربة الأمية، قامت بتعاون مع مندوبية الاتحاد الأوربي بالمغرب في إطار دعم الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية ، بانجاز دراسة حول كلفة الأمية بالمغرب وذلك خلال شهري فبراير ومارس 2010 بتعاون مع مختلف المتدخلين في مجال محاربة الأمية (المجتمع المدني،المؤسسات المانحة والتقنية، والقطاعات الحكومية وكذا القطاع لخاص..) من اجل الحصول على معلومات دقيقة، وقد بينت النتائج ان 1% من الأمية بالمغرب يكلف الميزانية 10.3مليار درهم سنويا من الناتج الداخلي الخام و1.3من النمو السنوي لهذا الناتج والأرقام تتعلق بسنة (2010) وحتى على مستوى النمو الديموغرافي فنفس النسبة من الأمية أي %1تكلف 0.1 نقطة من المعدل الإجمالي للخصوبة (أي أن %10 من الأمية تساهم في ارتفاع نسبة الخصوبة بمعدل طفل لكل امرأة، بينما تختلف الكلفة الفردية لمحو الأمية بالمغرب من قطاع إلى قطاع آخر ، إذ تصل إلى حوالي 3000درهم في القطاع الخاص وبين 700 و900 درهم لدى القطاعات الحكومية في حين ان مجال التفاوت يبقى مهما بين جمعيات المجتمع المدني، حيث أن هذه التكلفة تتراوح بين 600 و1550درهما. وفي دراسة حول الإدماج السوسيو مهني للمتحررين من الأمية وهي دراسة أعدت ضمن الدراسات المنجزة بتعاون مع الاتحاد الأوربي وكانت خلال سنة 2009، فقد بينت النتائج أن نسبة المندمجين ببرنامج سوسيو مهني بعد التحرر من الأمية برسم سنة 2009 تقدر ب%13 وتختلف هذه المعطيات بين القطاعات المتدخلة .. وفي كلمة لرئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان حول مكون محو الأمية ببرنامج جبر الضرر الجماعي ألقاها بالنيابة عنه احمد توفيق الزينبي اعتبر فيها ان محو الأمية هو عمل نبيل يحقق لشريحة مهمة من المجتمع حقا حرمت منه وهو الحق في التعليم، وذكر بالشراكة التي أصبحت تربط بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومديرية محو الأمية والتي ستمكن نحو 15 ألف مستفيد ومستفيدة من محو الأمية في 13 اقيلما عانت من العنف السياسي، واغلب هؤلاء هم من ضحايا هذا العنف أو أبناء الضحايا .. وفي تدخل لعبد اللطيف قسامي عن مكتب اليونسكو بالرباط حول موضوع الارتقاء ببرامج محو الأمية بالمغرب، أكد أن الأمية مازالت منتشرة داخل بلدان المغرب العربي، معتبرا أن المغرب تمكن من تسجيل خطوات مهمة في اتجاه تحقيق الأهداف المسطرة والهادفة إلى تقليص الأمية إلى مستويات منخفضة في أفق السنوات المقبلة منبها إلى خطورة الهدر المدرسي الذي يغذي خزان الأمية بمزيد من الأميين سنويا ، خاصة أن مجموعة من البرامج المصاحبة بتمويلات من مؤسسات أجنبية هي محددة في الزمان.. وفي تدخل لعزيزة الشباني عن وكالة الشراكة من اجل التنمية تناولت فيه موضوع محو الأمية الوظيفي، أكدت فيه أن الوكالة تقوم بدعم وتكوين العديد من المستفيدين داخل مجموعة من القطاعات، حيث تقوم بإعطاء دروس في التكوين المهني وأيضا دروس محو الأمية الوظيفي بالإضافة إلى إعطاء منح لتنفيذ مشاريع مدرة للدخل وأيضا تشجيع التشغيل الذاتي، وتعمل الوكالة على دعم وبناء برامجها في هذا المجال استنادا إلى مجموعة من المبادرات والاستراتيجيات الوطنية.. يشار الى ان اللقاء تم افتتاحه بكلمة مسجلة لايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو جاء فيها ان النساء يشكلن ثلثي مجموع الأشخاص الأميين الراشدين في العالم وعددهم 759 مليون نسمة وهو ما اعتبرته ظلما لا يمكن القبول به في عصرنا باعتبار الانتفاع من التعليم حق للجميع..