... مرة أخرى فشل فريق الجيش الملكي في تحقيق الفوز في ميدانه واكتفى بالتعادل (1-1) أمام ضيفه الوداد الفاسي في المباراة الذي جمعت بينهم مساء أول أمس الأحد بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط برسم الجولة الخامسة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم. سجل هدفي اللقاء الذي تابعه جمهور قليل وقاده الحكم مبروك، اللاعب يوسف القديوي لفريق الجيش في الدقيقة25 من ضربة جزاء واللاعب هشام آيت لكريف لوداد فاس في الدقيقة 48 . وبهذه النتيجة تتواصل محن فريق الجيش الذي لحد الآن لم يتمكن من تحقيق سوى فوز واحد في البطولة الوطنية واكتفى بالتعادل في ثلاث مناسبات فيما مني بهزيمة واحدة، ليقبع بالتالي في المركز السادس برصيد ست نقاط فقط وهو ترتيب لا يرضي عشاقه الذين يمنون النفس بالتنافس على لقب الدوري بعد الإقصاء المبكر في مسابقة كأس العرش. وتميزت المباراة أمام وداد فاس بالتكافؤ بين الطرفين ولو أنها لم ترق إلى المستوى المطلوب، ذلك أن العشوائية وعدم التركيز كانتا السمة البارزة في اللقاء. وضغط الفريق العسكري مبكرا على معترك «الواف» وأتيحت له ثلاث فرص متتالية لم يحسن مهاجموه استغلالها، قبل أن يحتسب الحكم مبروك ضربة جزاء لفائدة الجيش نفذها بنجاح يوسف القديوي (د25) وشكك في مشروعيتها الطاقم التقني والإداري للفريق الفاسي. وواصل الجيش ضغطه بحثا عن إضافة هدف ثان لكن مهاجمه محمد جواد ضيع ببشاعة فرصة سانحة للتسجيل عندما انفرد بالحارس البورقادي وسدد الكرة لكن الأخير تصدى لها بنجاح وحولها إلى الزاوية (د42). وبدوره ناور الفريق الفاسي وجاهد بحثا عن هدف التعادل وقد استغل في ذلك ضعف الأجنحة لدى الجيش فكثف من حملاته دون أن تجد الكرة فيها طريقها إلى الشباك العسكرية لينتهي الشوط الأول بتقدم «العسكر» بهدف يتيم. ومباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية هذا الشوط توجه المدرب عزيز العامري لتأنيب اللاعب طارق شهاب على عدم قيامه بواجبه في إحدى المحاولات الفاسية وهي الحركة التي علق عليها بعض المتتبعين بأنها مجرد ترضية للجمهور الذي طالب بإجراء تغيير على مستوى الجهة اليسرى للفريق. وخلال الشوط الثاني ظهر فريق وداد فاس بوجه جديد حيث تمكن من فرض سيطرته على اللقاء خصوصا بعدما فطن المدرب عبد الرحيم إلى الضعف البين على مستوى الجناحين العسكريين فركز عليهما بخنقهما ومنعهما من بناء العمليات لتتمركز الكرة في الوسط الشيء الذي أعطى التفوق للفريق الفاسي الذي تمكن من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 48 من ضربة زاوية نفذها اللاعب هشام أيت لكريف لم يحسن الحارس مصطفى الشاذلي التعامل معها لتتجاوز الكرة إثرها خط المرمى ويحتسبها الحكم هدفا (ولو أن الإعادة التلفزيونية أوضحت عكس ذلك) . ومر الدفاع العسكري بلحظات حرجة عدة مرات خلال الشوط الثاني، حيث كان الفريق الفاسي قريبا من إضافة أهداف أخرى بل كاد يوجه الضربة القاضية للجيش لو أحسن مهاجمهوه استغلال فرصة هدف محقق في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله لم يعجب المدرب عزيز العامري حيث قال في تصريح ل «العلم» عقب المباراة : «النتيجة لا تعجب، بالمقارنة مع العرض فالنتيجة لا نستحقها، قدمنا أداء جماعيا جيدا لا يمكن أن نقول عنه أي شيء لكن يبقى المشكل لدينا في العمل الفردي ، إما نقوم بخطأ فردي وننهزم وإما نقوم بتضييع الأهداف.. وهذا المشكل ليس وليد اليوم بل منذ مباراة الوداد البيضاوي ثم بعها الكاك فمباراة اليوم، نسيطر ونخلق فرص التسجيل لكن لا نحقق النتيجة المرجوة فلست أنا من سيسجل ولست أنا من سيدافع في الخلف... حارس مرمى بكل هذه التجربة ويسجل عليه هدف من ضربة زاوية لم يحرك فيها فريق الواف ساكنا، ماذا سأقول ؟ مرة أخرى سنتكلم عن العسكري وعن الشاذلي وغدا عن لاعب آخر، كما قلت من قبل المشكل عندا يكمن في الفرديات وفي عدم ترجمة الفرص إلى أهداف وكذلك الأخطاء». وعن غياب المهاجم جواد وادوش قال العامري: «وادوش لم يسجل طيلة أربع مقابلات، وهو لم يسجل ليس لأننا لا نصنع الفرص ولكن أعتقد أن المشكل لديه ذهني أو بدني أو شيء آخر لا أعرفه.. بالنسبة إلي مهاجم لم يسجل طيلة أربع مباريات عليه الجلوس وإعطاء الفرصة للاعب آخر». وعن عبد الرزاق لمناصفي قال العامري: « لمناصفي لا يريد اللعب، هذا اللاعب كنت أعتبره من الدعامات الأساسية في الفريق، وقد كان لاعبي المفضل وهو قديوي ثاني في الفريق لكنه لا يريد اللعب .. بل أكثر من ذلك وهو الأفظع عندما قال إنه لن يلعب حتى يكون هناك اللاعب طارق مرزوق» (انتهى كلام العامري). يبدو أن فريق الجيش الذي كان معروفا بالانضباط والصرامة في صفوفه فقد هذه الصفة بوجود لاعبين «مفششين» لا يعيرون لقميص الفريق ولا لجمهور أدنى اعتبار. من جهته عبر مدرب فريق وداد فاس عبد الرحيم طاليب عن سعادته بتحقيق نتيجة التعادل أمام الجيش، وقال في تصريح ل «العلم» : هذه المباراة دخلناها بدون مركب نقص، وقد تحدثت إلى اللاعبين قبل انطلاقتها بأنهم سيواجهون فريقا كبيرا وهي فرصة لإبراز مؤهلاتهم التقنية والبدنية والتكتيكية.. فريق «الواف» فريق شاب وكما تعلمون اليوم دخلنا بعناصر أغلبها شابة ، بالنسبة إلي حتى لو انهزمنا فلن يكون مشكلا لأني أعرف أني أواجه الجيش بقوته وعناصره المتمرسة، اليوم أثبتنا أننا فريق يحسب له حساب وقد كنا قريبين من تحقيق الفوز لولا الحظ الذي لم يحالفنا.. يذكر أن فريق الوداد الفاسي بهذا التعادل رفع رصيده إلى أربع نقاط في المركز الرابع عشر.