مرة أخرى، تتدخل الأقدار الإلهية، لإطالة عمر مجموعة من «الحراكة» المغاربة، عبروا عرض مياه البوغاز انطلاقا من المواقع (السايبة!) بنواحي طنجة، ودائما، على متن عوامة منتفخة من النوع البلاستيكي، المستعملة غالبامن طرف الأطفال.. وعن هذه الواقعة التي تكررت مثيلاتها منذ بداية الصيف المنصرم وإلى الآن، فإن مجموعة من «الحراكة» المغاربة وعددهم ثمانية، امتطوا في ليلة ما، نفاخة بلاستيكية، وقصدوا طريفة الواقعة على بعد (14 كلم) عن طنجة، وفي عرض البوغاز، أحس الجميع بالعياء والتعب، مما جعلهم يستسلمون للتيار البحري الجارف، ولولا مشاهدتهم من قبل باخرة تجارية كانت تعبر البوغاز، وإبلاغ محطة الإنقاذ والتدخل البحري بطريفة بوجودهم في وضعية خطيرة، وقيام الطائرة المروحية بتحديد موقعهم، وإرشاد بواخر الإنقاذ الإسبانية(ج) في كل من الجزيرة الخضراء وطريفة، لكان مصيرهم التيه والموت المحقق... وبإنقاذ هؤلاء البؤساء الثمانية، ونقلهم إلى طريفة، ثم الى الجزيرة الخضراء، وتلقيهم الإسعافات الإستعجالية من طرف الصليب الأحمر الاسباني بطريفة، وترحيلهم مجددا الى المغرب، تكون قائمة المغامرين على متن هذه الحوامات البلاستيكية المنتفخة، قد وصلت إلى ما يناهز الخمسين «لحراكا»، نسبة منهم من القاصرين.