قصائد

- 1 -
قَابَلْتُ البَحْرَ خَرِيفَ العُمْرْ
وَأَنَا أَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيَّ الأَحْجَارْ.
قَالَ : سَلاَمَا.
قُلْتُ : سَلاَمَا
قَالَ : أَمَا أَدْمَتْ هَذِي الأَحْجَارُ يَدَيْكَ؟
أَجَبْتُ : بَلاَ.
قَالَ ?سْتَبْدِلْ فِيكَ رَبِيعَ العُمْرْ
بِخَرِيفِ العُمْرْ.
اِسْتَبْدَلْتُ..فَأَرْسَلَ نَحْوِي أَمْوَاجَهْ.
لَمَسَ الْمَاءُ يَدَيَّ بِحُبٍّ وَبَشَاشَهْ
فَإِذَا الأَحْجَارُ وُرَيْدَاتٌ
كُلُّ غَلاَئِلِهَا الْحَمْرَاءِ
أَخَفُّ مِنَ النُّورِ
وَمِنْ حُلْمِ فَرَاشَهْ.
................................................
حِينَ ?سْتَبْدَلْتُ رَبِيعَ العُمْرْ
بِخَرِيفِ العُمْرْ
قَابَلْتُ البَحْرْ
فَإِذَا قَوْسٌ يَقْطُرُ مِنْ سَهْمَيْهَا الفَرَحُ الوَضَّاءْ
كَانَتْ لِلْقَلْبِ جَنَاحَيْنِ مُضِيئَيْنِ
تَأَبَّطَنِي مَا فِيهَا مِنْ رَعْدٍ وَحَيَاءْ
...................................................
مَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْتَبْدِلَ هَذَا الطِّفْلُ رَبِيعَ العُمْرْ
بِرَبِيع ِالعُمْر.ْ
- 2 -
شَجَرَةٌ مُثْقَلَةٌ أَغْصَانُهَا بِهَذِهِ الطُّيُورْ.
مَرَّتْ بِهَا رِيحٌ
فَدَبَّ فِي الغُصُونِ هِزَّةٌ.
طَارَتْ طُيُورُهَا بَعِيداً
حَلَّقَتْ سِرْباً فَسِرْباً
وَأَنَا حَلَّقْتُ وَحْدِي عَبْرَ هَذِهِ البُحُورْ
- 3 -
اَلسِّنْدِبَادُ، وَهْوَ وَحْدَهُ
يَعُودُ مُتْعَبَ الْخُطَا
هَذَا الْمَسَا
مِنَ اليَبَابِ وَالشَّجَا
تَدَلَّتْ مِنْ مُحَيَّاهُ رَيَاحِينُ العَذَابْ
وَفِي جِرَابِهِ يَنُوحُ طَائِرٌ
مُبَلَّلٌ بِحُلْمِهِ الَّذِي
تَوَسَّدَ التُّرَابْ
- 4 -
عُدْ أَنْتَ إِلَيْكْ.
عُدْ أَنْتَ فَهَذِي الشَّمْسْ
هِيَ أَجْمَلُ حِينَ تُطِلُّ عَلَيْهَا
وَهْيَ مُخَبَّأَةٌ فِي وِدْيَانٍ
تَجْرِي بَيْنَ مُرُوجِ ضُلُوعِكْ.
عُدْ أَنْتَ إِلَيْكْ،
حَدِّقْ فِي كُلِّ شُعَاعٍ
يَتَأَجَّجُ مِنْ عَيْنَيْهَا
حَدِّقْ كَيْ لاَ تَفْقِدَ عَيْنَيْكْ.
- 5 -
لَهَا جُرْأَةٌ وَحَيَاءْ
بِنَارِهِمَا الْبَحْرُ جَاءْ
فَصِرْتُ أَنَا غَيْمَةً
تَشُقُّ عَنَانَ السَّمَاءْ
وَصَارَتْ بِصَدْرِي غَزَالاً
يُبَشِّرُنِي بِالْبُكَاءْ
- 6 -
مَلأْتُ كَأْسِي
بِشُعَاعِ الشَّمْسِ
فَهزَّنِي مَسٌّ مِنَ الْجُنُونِ،
مَا أَجْمَلَهُ مِنْ مَسِّ
- 7 -
يَا صَاحِبِي.. مَا أَسْعَدَكْ
اَلشَّمْسُ تَأْتِي مَرْقَدَك.
بِنُورِهَا، مُشْتَعِلاً
شَيَّدْتَ فيها مَعْبَدَكْ
- 8 -
مَا أَجْمَلَ أَنْ تَتَسَرَّبَ شَمْسُ الأُنْسِ
وَأَنَا فِي فَلَوَاتِي السِّتِّينَ، إِلَى كَأْسِي
فَتَصِيرَ لِنَفْسِي
أَجْنِحَةٌ تَبْعُدُ بِي عَنْ رَمْلَةِ أَمْسِي
من قصيدة طويلة بعنوان:(الفصل الثالث من كتاب الشدة)