يختار السمك مصبٌات الأنهار ليضع بيضه، حيث تمتزج في المكان المياه العذبة بمياه البحر المالحة. إنه المكان الأنسب لفقس البيض ونمو مواليد السمك التي تسمى القوبيون. ففي مختلف دول العالم تُفرض على الصيادين فترات الراحة البيولوجية التي يُمنعون خلالها إما من صيد بعض الأنواع من السمك، أو من الاقتراب من بعض الأماكن البحرية خلال فترات معينة. ولكن يلاحظ أنه في خليج الحسيمة، على امتداد شاطئ السواني إلى تمسمان يقوم بعض الصيادين بِاستعمال أنواع من الشباك ذوات ثقوب ميليمترية، محرمة دوليا. هذه الشباك تأتي على الأخضر واليابس، إذ تجرٌ وراءها كل شيء، من البيض إلى القوبيون. ولنا أن نتصور ملايين أسماك المستقبل التي تتم إبادتها الجماعية. يحدث هذا والسلطات التي من المفروض أن تكون ساهرة على البر والبحر، لا تحرك ساكنا أو تتعامى عن ذلك. وللمرء أن يذهب إلى سوق سيدي بوعفيف مثلا، ليرى صناديق القوبيون الذي يشبه الرغوة تُباع على عينك يا بن عدي، ولا من رادع.