نشب حريق مهول بمخيم المهدية بالقنيطرة أول أمس في الساعة الخامسة مساء، في ظروف جد غامضة، حيث تجهل أسبابه، وإن كانت عدة آراء استقتها جريدة العلم من مدير وممرض المخيم التي احترقت خيمته أرجعت الأمر إلى ارتفاع الكبير في درجة الحرارة وإلى تماس كهربائي. ولم يسفر الحادث عن ضحايا في الأرواح، لكنه خلف 5 حالات اختناق منها حالتان تم نقلهما إلى مستشفى الادريسي بمدينة القنيطرة، ويعزى الحادث إلى ارتفاع درجات الحرارة ليوم الخميس إضافة إلى وجود عدة مواد قابلة للاشتعال، وفق ما استقه جريدة العلم من مدير وممرض المخيم، في حين ترجح توقعات البعض أن الحريق نشب نتيجة تماس كهربائي رفع من حدته وجود أفرشة اسفنجية وأغطية ساهمت في تأجيج النيران وانتقالها من خيمة إلى أخرى. واقع الحال كان ينذر بحدوث مجزرة إنسانية في شاطئ المهدية لولا الألطاف الالهية ومغامرة أعضاء من الشبيبة المدرسية في اخراج وسحب أزيد من 40 قنينة غاز إلى خارج المخيم، وهو ما منع من حدوث انفجار بالمخيم. وتجدر الإشارة الى أن عملية الإطفاء باشرها أعضاء من الشبيبة المدرسية الذين يقيمون بالمخيم في اطار الملتقى الوطني للحوار التلمذي من البداية إلى النهاية قبل وصول رجال الوقاية المدنية بعد مرور أزيد من ساعة ونصف على نشوب الحريق. وتعرض المخيم لعمليات نهب أمتعة وأغراض مستفيديه، في وقت كانت عملية حصر الحريق تقتضي تفكيك عدد من الخيام وإخراج الأمتعة إلى خارجها لمحاصرة امتداد الحريق إلى باقي فضاءات المخيم. ومعلوم أن هول المشهد المروع الذي خلفته أعمدة الدخان في سماء شاطئ المهدية دفع حشدا كبيرا من المواطنين ليحج للمكان، وهناك تمت عملية النهب حينما كان أعضاء من الشبيبة المدرسية يهمون في فصل الحريق عن باقي المخيم، أمام صعوبة الأمر وقلة الخراطيم مما دعا بالمناضلين الى الاستعانة بالرمال لإخماد الحريق. جريدة العلم التي تابعت الحريق منذ البداية بالصورة سجلت تأخر وصول الوقاية المدنية إلا بعد الانتهاء من عملية اخماد النيران. وأحس أعضاء الشبيبة المدرسية بغصة كبيرة وهم يتابعون احتراق عدد من الأمتعة أمام أعينهم وممتلكات المخيم، ولأن الحريق فاق طاقتهم فقد كانوا يحتاجون لمؤازرة جهاز الوقاية المدنية، وهومما خلف بعض الاحتجاجات والاحتكاك مع رجال الشرطة، وجوبهوا باستعمال العنف في حالات محصورة، وهو ما رد عليه بعض مستفيدي الشبيبة المدرسية بتنظيم وقفة احتجاجية رمزية، رفعوا خلالها شعارات تندد بتأخر وصول مساعدات رجال الوقاية المدنية في الوقت التي كانوا في حالات خطر شديد لتواجدهم داخل المخيم. ويرجع أطر الشبيبة المدرسية عملية ارتفاع حماس المتلقين رغم تحذيرهم من ذلك إلى تزامن الحريق مع الانتهاء في المخيم من برنامج تدريبي مكثف حول الاسعافات الأولية وتقديم المساعدة في الأوقات الحرجة. كما ان ادارة المخيم والمسؤولين عنه بذلوا جهودا كبيرة لتجاوز هذه المحنة.