> > تنشغل أعمال الفنان الإسباني المبدع مانويل إكليسياس المغربي المنشأ ، بقيمة المكان شفشاون ومدلولاته ، من خصائص لونية ومعمارية وحالات إنسانية والذي أفرد له العديد من اللوحات الرائعة عبر رصد حالاته وتحولاته ، إذ ثمة تركيز واضح على إعادة رسم هوية المدينة ، تلك المدينة التي تحمل في ذاكرة هذا الفنان مسافات الطفولة والحلم ورعشة الأشياء . > > > س : كيف جاءت فكرة استلهام فضاءات مدينة شفشاون ؟ ج : بطبيعة الحال تربطني بهذه المدينة ذات البعد الأندلسي وشائج شتى ، منها مراحل طفولتي المبكرة . رغم أنني ازددت بمدينة طنجة ، إلا أن ترددي على مدينة شفشاون ظل متواصلا من خلال عدد من الزيارات رفقة عائلتي. وهكذا ارتبط وجداني بها بفضاءاتها و بكل ما تتميز به أزقتها ومعمارها وأقواسها وعوالمها الرحبة من حس جمالي ، فضلا عن عمقها الإنساني ومسارب الحياة اليومية بها . إنها حقيقة موطن للروح أستحضر عبره بعض صفاء الفنان العالمي بيرتوشي . > س : هل يمكن أن نتعرف على فضاءات أخرى شدت اهتماماتك الفنية ؟ ج : هناك اشتغال على بعض فضاءات طنجة ، من خلال استحضار ذاكرة قصورها وقصباتها وما توحي به من مخيلة خصبة لدى زائريها . فهذه المدينة تظل منبسطة بأفقها على غنى الثقافات والأصوات . لقد اشتغلت أيضا على موضوع « الفانتازيا « ، بعدما قمت بدراسة حول طقوس وعادات الخيالة المغاربة ، مستحضرا قيمة هذا الموروث في تجلياته وتجذره . فالمغرب ينطوي على فيض من التقاليد والعادات المترسخة ، وهو ما يجعل بالتالي الأمكنة تنضح بالتناغم والعمق . > س : نعود مجددا إلى مدينة شفشاون التي ارتبطت بها والتي وسمت معظم أعمالك ، كيف تستحضرها عند كل زيارة ؟ ج : بكل تأكيد أستحضرها بهمة الفنان وأيضا كأحد أبنائها المتعطشين لاكتشاف كل دهشة مبثوثة بين فضاءاتها ، تلك الفضاءات التي بدأ للأسف يتقمص بعضها ثوبا مختلفا يغرب من عتاقة المدينة ، كما يغرب من ذلك التجذر الأصيل الذي وسمها منذ قرون ، وهذا ما أشعر حياله بالقلق . فالمدينة تتوفر على مساحات بصرية ولونية قلما نعثر عليها بعوالم مدن أخرى . لقد علمتني شفشاون السفر نحو أعماق الأمكنة ، إنها باختصار إيقاع بصري متراوح الأعماق ، و مجال مكثف للتخييل .