سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنقاذ و تأهيل سينما (أبينيدا ) سيمكننا من العمل مستقبلا بشكل جماعي فعال من أجل قضايا أخرى تهم العرائش مع المخرج السينمائي «عبدالسلام الكلاعي» أحد مؤسسي لجنة إنقاذ وتأهيل قاعة سينما (أبينيدا)
استفز إعلان بيع آخر قاعة سينمائية بمدينة العرائش مشاعر ساكنتها وانتقلت ردود الفعل المتعددة إلى مبادرة تأسيس لجنة إنقاذ وتأهيل قاعة سينما أبينيدا من طرف مجموعة من المثقفين. و على ضوء هذا الحدث أجرينا حوارا مع المخرج السينمائي (عبدالسلام الكلاعي) خاصا ب ( العلم )، وهو أحد مؤسسي هذه اللجنة ،و من الكفاءات الشابة التي ساهمت بعشق في تأطير الأندية السينمائية وترسيخ قيمها الفنية والجمالية من داخل القاعات السينمائية. لماذا لعنة الهدم تطال قاعات المسرح والسينما بمدينة العرائش ؟ مصير القاعات السينمائية بالعرائش مرتبط أولا بطبيعة أصحاب القاعات الجدد الذين اقتنوها من أصحابها الأصلين وهم في معظمهم أجانب، هذه الفئة من أرباب القاعات لم تقتنها يوما و هي حاملة لفكرة الاستثمار في الثقافة و السينما بالخصوص، و لا لفكرة الحفاظ على المعالم العمرانية الرائعة التي تمثلها هذه القاعات، و إنما كان همها الوحيد هو السيطرة على القطع الأرضية التي شيدت عليها هذه القاعات، لأنها توجد وسط المدينة، و ذات مساحات شاسعة تمكن من بناء عمارات، و لذلك سلم هؤلاء قاعاتهم لأشخاص غير مؤهلين للتسيير، مما انعكس على جودة الأفلام المعروضة و أمن و سلامة رواد القاعة حتى فرغت من مرتاديها. أمر آخر حدد مصير القاعات السينمائية بالعرائش هو تزامن الإجهاز على مسرح إسبانيا و قاعتي كوليسيو و إديال أولا مع وجود مسؤولين على الشأن المحلي بالعرائش لا يولون أي اهتمام للفعل الثقافي، إلى جانب أن القوانين المغربية لحماية القاعات السينمائية كانت لا تزال جنينية.. هناك انتشار القرصنة و لكنني متيقن أنها ثانوية جدا في علاقتها بالإقفالات و الهدم الذي طال سينمات العرائش. هل تستطيع اللجنة التي أنتم من مؤسسيها منع إغلاق سينما أبنيدا ؟ وما هي مبادراتكم في هذا الاتجاه؟ نحن لجنة مدنية مشكلة من مجموعة من الغيورين على العرائش أولا، و على السينما و الثقافة، و قد راعنا أن نرى سينما أبيندا تعرض للبيع و يتم اقتناءها من طرف رأسمال خاص، يحولها إلى مشروع تجاري صرف غير قاعة للعروض السينمائية و المسرحية و الثقافية، خصوصا أنها آخر قاعة متبقية ليس بالمدينة فقط و إنما بالإقليم كله، لذلك أخذنا المبادرة و بدأنا اتصالاتنا أولا بالمستشارين بالمجلس البلدي لكل الأحزاب الممثلة، أغلبية و معارضة لإقناعهم بضرورة الحفاظ على هذه القاعة عن طريق إنشاء مؤسسة سينما أبينيدا، فوجدنا أن كل المستشارين الذين نتصل بهم يحملون نفس رغبتنا بنفس قوتها في الحفاظ على تلك القاعة، كما انضم للجنتنا التحضيرية أغلبهم برغبة في العمل المباشر على الملف ،و يبدو من خلال حالة التقدم الحاصلة الآن بعد اجتماع مكتب المجلس الذي تبنى الفكرة رسميا ، و من خلال إجتماعنا بحزب الأغلبية و الرئاسة الذي عبر عن تبنيه الرسمي للفكرة و دعمها ،أن نتائج إيجابية قد تكون منتظرة على الواقع. نحن ما زلنا نعمل ما في وسعنا لإقناع أطراف أخرى و تحصين الاتفاقات المبدئية التي وصلنا لها مع شريكنا الأساسي في العملية و هو المجلس البلدي. ما هي في نظركم أسباب فشل المبادرات السابقة في الحفاظ على مسرح إسبانيا وسينما كوليسيو و إيديال؟ كثيرة و قد ذكرت بعضها سالفا، منها المتعلقة بطبيعة المسيرين للشأن المحلي آنذاك و مستوى تطور القوانين و التشريعات التي تحمي القاعات السينمائية حينها، بالضافة الى أن الحركات الاحتجاجية كانت محتشمة جدا و مقتصرة على الإحتجاج (نموذج مسرح إسبانيا)، أو غير قادرة على تسيير الملف بنوع من الواقعية و العقلانية و السقوط في التفكير السياسوي مع أطراف أكثر دهاء و أكثر تجربة في الوصول لمبتغياتهم (نموذج سينما إديال)، أو غائبة تماما و مستكينة (نموذج سينما كوليسيو). الآن أتمنى أن نكون قد استفذنا التجارب الثلاث السابقة أو نستطيع المزاوجة بين أساليب الإحتجاج و العمل التشاركي مع الجهات المسؤولة كقوة اقتراحية و تنفيذية قادرة على الفعل، و أن نغيب كل الحسابات السياسية الضيقة لنبقى كما نحن الآن منفتحين على كل المكونات الفاعلة بالمدينة. و أنا متأكد أن تمرين إنقاذ و تأهيل سينما أبينيدا سيكون مفيدا لنا جميعا،و سيمكننا من العمل مستقبلا بشكل جماعي فعال من أجل قضايا أخرى تهم العرائش.