سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكالي يعتز بتكريمه في مدينة أحبها وأحب عائلاتها مثل عائلة زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس وبنونة والتمسماني وغيرهم.. الموسيقار المغربي الكبير «عبد الوهاب الدكالي» كان مرسول حب الى تطوان
أسدل الستار ليلة السبت 8 ماي الجاري بسينما اسبانيول بتطوان على فعاليات المهرجان الدولي الثاني عشر للعود بمعزوفات موسيقية للمصريين (دينا عبد الحميد) و(إبراهيم عبد الغني) و عازف العود السوري (غسان اليوسف) الذي يعتمد من خلال تقنيته وابتكاريته الخارقة للعادة على التشبث ببعض التجديدات، سواء على الصعيد التقني أو النغمي، حيث استطاع في فترة وجيزة من الزمن أن يعطي من خلال إبداعاته الموسيقية لآلة العود قوة غنية بالإيحاء، تلاها مباشرة تقديم معزوفات لثلاثي جواهر النغمة من شمال المغرب: هشام الزبيري، محسن الزبيري ونبيل أقبيب، وهم من أجود الموسيقيين المغاربة الذين أبانوا عن قدراتهم على الصعيدين الوطني والدولي بحضور متميز على الساحة الفنية المتوسطية، من خلال مجموعة أرابيسك. وكان مسك الختام مع عازف العود الشهير اللبناني شربل روحانا، الذي زار تطوان للمرة الثانية، حيث أمتع الجمهور بمعزوفاته التي تندرج في إطار الاهتمام الكبير لشربل بأسلوب جديد، وتقنية ومنهجية جديدتين في تعليم العود والعزف عليه. كان حفل الافتتاح قد تميز بتكريم وزارة الثقافة المنظمة للمهرجان الفنان الكبير (عبد الوهاب الدكالي) كفنان متعدد، الذي قدمت شهادات في حقه من طرف كل من الشاعر محمد الطنجاوي الذي اعتبر أن علاقته بالدكالي هي علاقة القصيدة مع صوته وعوده وعبقريته قبل أن يقرأ قصيدة سماها ب « اثنا عشر وترا» أهداها للفنان المحتفى به، والدكتور أحمد المنصوري رئيس جمعية محبي أصدقاء عبد الوهاب الدكالي الذي قال إن عبد الوهاب الدكالي أعطى الشيء الكثير للفن المغربي لمدة تتجاوز ال50 سنة، معتبرا إياه « من الفنانين النابذين للعنف والعنصرية في أغانيه» و «محبا للتسامح والتآخي والتعايش بين البشر». ومن جهته، اعتبر الفنان عبد الوهاب الدكالي أن الكثير من الخواطر والكلمات والذكريات تراكمت في ذهنه لحظة تكريمه في مدينة تطوان ،التي لا تبعد كثيرا عن مدينة زرياب الأندلسية، معتزا بتكريمه في مدينة أحبها وأحب عائلاتها مثل عائلة زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس وبنونة والتمسماني وغيرهم، وطالب الجمهور بالتصفيق بحرارة لمبدع فكرة إقامة مهرجان للعود بتطوان رغم أنه لا يعرفه، وأهدى في الأخير للجمهور الذي وقف إجلالا واحتراما لفنان متعدد ومعطاء ومبدع، تجليات على آلة العود، أحس بها لحظة تكريمه بكل عشق وحب قائلا؛ إنها عبارة عن قطعة من ذاته، سماها ( ملتقى العشاق). وكان افتتاح المهرجان قد عرف تقديم شريط يتحدث عن المسار الفني والحياتي للفنان المحتفى به، ويخلد لذكريات الفنان مع عمالقة الطرب العربي مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهما، و قد أعد هذا الشريط عبد الإله الفيلالي، كما عرف أيضا تقديم معزوفات موسيقية على آلة العود للفنان ذائع الصيت سعيد الشرايبي الذي يعد أحد كبار أساتذة العود في العالم العربي رفقة الفنان طارق بنعلي على الإيقاع ، نذكر منها « سلمى»، و» جودي» و» فراتين»، و»حنين» و»شجون» و»أم شامة» و»إلى روح غازي، وأخرى لمجموعة كارلوما من فلسطين، بقيادة عازف العود الفنان أحمد الخطيب بمصاحبة ناصر سلامة ويوسف حبييش على الإيقاع وثلاثتهم من فلسطين، وهيدر ماكدونالدز (بريطانيا) على آلة الفلوت و(أويتزين فرانتزين ((النرويج) على الباص التي أتحفت الجمهور بإيقاعات موسيقية متنوعة تدعو إلى الحوار والتعايش والصداقة في فضاء السلم والتآخي. و قد تأسست مجموعة (كارلوما) سنة 1999 بمدينة رام الله في الضفة الغربيةبفلسطين، وواجه أعضاؤها عبر تجربة حياتهم في فلسطين وموسيقاهم وثقافتهم معاناة الاحتلال، ومن تم جاءت إبداعاتها الفنية، ومنها المعزوفات التي أدتها خلال هذه الاحتفالية بالعود سلطان الآلات الوترية، دعوة لنبذ كل أشكال العنف ولإرساء السلم والسلام عبر العالم. كما تواصلت فعاليات المهرجان الدولي الثاني عشر للعود بتطوان مساء الجمعة الماضي ( اليوم الثاني) بتقديم معزوفات على العود وآلات أخرى أداها محمد بيتمار (تركيا)، ومجموعة «طائر من نار» المتكونة من حسن تبار وبيجان شيميان (إيران) وجيرارد كوردجيان (أرمينيا) واختتمت بالفنان الشاب المغربي هشام التطواني. بقي أن نشير في الأخير إلى أن الدورة الثانية عشر لمهرجان العود عرفت ارتباكا على المستوى التنظيمي، حيث لم يتم ضبط وقت المتدخلين لحظة تكريم الفنان عبد الوهاب الدكالي، ولم يتم التحكم في ذلك، ما جعل الجمهور يسخر من ذلك عن طريق التصفيقات المتتالية وغير المنقطعة، إضافة إلى بعض الأخطاء التي ارتكبتها مقدمة لسهرات المهرجان مثل تسمية عبد الوهاب الدكالي بالموسيقار محمد عبد الوهاب، والاستفزازات المتواصلة طيلة أيام المهرجان لحراس الأمن الخصوصيين لعدد من المستمعين والصحفيين ومنعهم من الدخول للقاعة التحتية للسينما في اليوم الثاني بشكل غير لائق، رغم أنها كانت غير مملوءة عن آخرها، ودفعهم للصعود إلى الطابق الفوقي للقاعة، وارتكاب خروقات في ممارسة المهمة التي أسندت لهم متصورين أنهم رجال أمن حقيقيين، الأمر الذي دفع العديد من الصحفيين وفناني المدينة إلى مغادرة السينما وعدم متابعة المهرجان، لذلك ينبغي على مسؤوليه أن يعيدوا النظر في مسألة الحراسة الأمنية التي عرفت المبالغة خلال هذه الدورة.