تتجه الانظار اليوم الأربعاء في الساعة السابعة مساء الى مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط الذي سيكون مسرحا لمباراة قوية ومصيرية مؤجلة عن الدورة 27 من بطولة القسم الوطني الأول بين الفتح الرباطي المنتشي بفوزه الأخير على نادي سطاد مالي لحساب ذهاب دور الثمن من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي والطامح لتجاوز إخفاقاته وعجزه على مستوى البطولة وفريق جمعية سلا الغارق في أسفل الترتيب برصيد 22 نقطة لن تكفيه للخروج من الأزمة وهو بالتأكيد رصيد مصاب بالكساح ولا يشفع له بالاستمرار مع الكبار، مباراة اليوم تكتسي حلة ديربي شبه محلي بين فريقين جارين يؤرقهما هاجس واحد هو البقاء ضمن قسم الصفوة وإن كان بدرجة أقل بالنسبة للفريق الرباطي. ويمكن القول إن وضع الفتح لن يكون مريحا وهو يستقبل فارس الرقراق علما أن أشبال المدرب الحسين عموتة يجمعون نقطهم نقطة بنقطة والفوز هرب عن ديارهم منذ فترة، ويعولون خلال هذه المباراة على سوء حال الجمعية التي باتت في إعداد المغادرين لهذا القسم لتوقيع فوز يخرج الفريق الفتحي من خانة الشك والحسابات العسيرة التي قد تهدده بالنزول، ومن المؤكد أن المدرب عموتة الذي استعدت عناصره بما يكفي لتحقيق الأهم يعي أهمية هذه المواجهة التي لا تقبل أنصاف الحلول على اعتبار أن نقاطها تزن ذهبا، ومن الصعب التفريط فيها لأن أي نتيجة عكسية ستكون مرادفة لحفر خندق آخر يؤدي به الى قسم المظاليم بتجميد رصيده في 29 نقطة مما قد يجعل اللقاءات الثلاثة المتبقية غاية في التعقيد، معطى استوعبه اللاعبون وسيدخلون اللقاء دون مركب نقص وبمعنويات مرتفعة خصوصا بعد الانتصار التاريخي وغير المسبوق على سطاد مالي. من جهته فإن المنافس السلاوي رغم أن آماله قد تبخرت في البقاء ضمن بطولة الكبار فإنه مازال يتشبث ببصيص الأمل على ما تبقى من المباريات لعله يكسب له نقاطا تنقذ ما يمكن إنقاذه، ولهذا الغرض دخل فارس الرقراق تربصا إعداديا مغلقا توجه بمباراة ودية أمام الاتحاد السلاوي وقف من خلالها المدرب عز الدين عمارة على جاهزية لاعبيه من الناحية اللياقية والتقنية والنفسية رغم أن المهمة تبدو صعبة بحكم أنه سيخوض المواجهة محروما من بعض لاعبيه الأساسيين كالحارس إسماعيل كوحى والشباني بداعي الإصابة ومع ذلك فهو يعول على مفاجأة بالرباط لكن ما يبديه رفاق العميد بنشريفة من تألق على الواجهة الإفريقية يقول بأن الأمور في غاية الصعوبة. إذن هو نزال بين إطارين وطنيين الحسين عموتة صاحب المسيرة الموفقة في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي والإطفائي عمارة اللذين سيبحثان عن الوصفة التكتيكية الملائمة التي تمكن فريقيهما من القبض عن نقاط الفوز التي يراهنان عليها كثيرا في هذا الديربي الحاسم والمصيري خصوصا بالنسبة للفتح لتأمين بقائه بقسم الكبار وبالتالي تجنيبه الدخول في حسابات ضيقة يصعب الخروج منها علما أن المباريات التي تنتظره غاية في التعقيد. وقد اعتبر المدرب الحسين عموتة مباراة فريقه ضد الجمعية السلاوية بالصعبة والحاسمة خاصة بالنسبة لفارس الرقراق وانتصاره فيها هو نهاية لانشغالات الفتح بالبطولة، ومن جهة أخرى عبر عن أسفه للأخطاء التي سقط فيها لاعبوه في الدورات السابقة وكذلك ضياع أهداف حالت دون بلورة جودة لعب فريقه على أرض الواقع، وتمنى في الأخير أن يتجاوز ذلك ويحقق انتصارا لتأمين بقائه ضمن قسم الكبار.