أكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف أن العلماء سيتصدون بحزم لكل من يحاول اغتيال إيمان الأطفال محذرا من محاولات «التنصير المتستر» الذي يتخذ أشكالا كثيرة، من بينها على الخصوص الإحسان والتعليم. وعبر مختلف مساجد المملكة خصصت خطبة الجمعة في الأسبوعين الماضيين لموضوع مخاطر التنصير بالمغرب والحملات التبشيرية المكثفة التي تستهدف الشباب المغربي بالعديد من المدن و المناطق بالبلاد من أجل تحويله عن دينه والإيقاع به في حبال المسيحية، مستغلة في ذلك ظروف الفقر والحاجة والحلم بالعبور إلى الخارج في ظل الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها بعضهم. علماء المغرب الذين وصفهم رئيس المجلس الأعلى بحراس القيم يتعين عليهم أن يذبوا على القيم وأن يحافظوا عليها ويوقظوا في الأمة الإحساس بضرورة الدفاع عن القيم والتصدي لكل أشكال المس بالمقدسات ، والتنبيه الى المخاطر المتزايدة التي أضحى شبح التنصير يمثلها بالنسبة للمجتمع المغربي و أمنه الروحي و العقائدي ، وتضع بالاضافة الى ذلك جمهور العلماء أهل العقد و الحل في المملكة أمام مسؤوليات حساسة و خطيرة في ذات الوقت . علماء المملكة مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالنزول الى الواقع المعيشي اليومي للمواطن لتوعية الناس وتفقيههم في أمور دينهم في إطار وحدة المذهب السني المالكي الذي يشكل اللحمة العقائدية التي التف حولها المغاربة منذ 15 قرنا و التي يتربص بها العديد من نوايا التخريب ومنظمات وهيئات التنصير التي تفيد بعض الأرقام أن أعداد المؤطرين المنتمين لها في المغرب يتجاوز 700 مبشر . التقليل من خطورة الظاهرة و التهوين من آثارها لوحده لن يكفي لاجتثاث أوصالها المتجذرة في المجتمع المغربي . العلماء والاعلام و المجتمع المدني يجب أن يمارسوا أدوارهم التحسيسية والتعبوية الميدانية و أن لا ينتظروا فقط مبادرات الحكومة التي يجب أن تظل مع ذلك ساهرة على تطبيق و احترام القوانين الجاري بها العمل . مسؤولية مواجهة التنصير مشتركة بين العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية . وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الوصية على الشأن الديني للمغاربة مطالبة بالقيام بدورها في توعية الشباب بمخاطر التنصير سواء عبر خطب الجمعة أو إصدار مجموعة من الكتيبات والمطويات وتوزيعها في المدارس والثانويات الفضاء الخصب الذي يتسلل عبر ممارسو التبشير . الجمعيات المدنية والخيرية مدعوة بدورها للقيام بدورها المتمثل في مساعدة المحتاجين وتقديم خدماتها في المناطق الفقيرة التي ينشط بها التنصير. الإعلام المغربي السمعي البصري، الذي لا يقوم بأي دور من أجل التوعية، مطالب باعادة النظر في العديد من البرامج و بعض الأفلام والمسلسلات التي يقدمها للمشاهد و التي تركز دوما على مصطلحات و مشاهد غريبة عن ثقافة وهوية المجتمع المغربي بل ومنها من يسوق اليه سيناريوهات غير بريئة تصور مشاهد ذات صلة بالشعائر الكنسية .