أصيب حركة النقل الجوي في أنحاء أغلب أجزاء أوربا بالشلل بسبب سحابة ضخمة من الرماد البركاني لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا والمانيا دون أن تحدث خسائر ظاهرة تتيح أملا فيما يبدو. وأغلق الكثير من الدول مجالاتها الجوية مما جعل عشرات الالاف من الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم وقال خبراء في الارصاد الجوية ان الحالة الحالية للرياح تعني أن من غير المرجح أن تنتقل السحابة لمكان أبعد حتى وقت لاحق من الاسبوع. وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من ايسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا يومي الثلاثاء والاربعاء مما يمثل خطرا أكبر ويهدد بتفاقم خسائر شركات الطيران التي تصل الى أكثر من200 مليون دولار يوميا. وفرض حظر الطيران لان غبار الصخور المتفتتة والحبيبات الزجاجية يمكن أن يسبب توقفا تاما لمحركات الطائرات ويحدث أضرارا بجسم الطائرة لكن الرحلات التجريبية أدت الى اتاحة قدر من التفاؤل من مسؤولي الطيران. وأعلنت هولندا أنها ستقوم بالمزيد من الرحلات الجوية التجريبية لتقييم ما اذا كانت هناك أي مخاطر في مجالها الجوي من جراء الرماد البركاني.وقالت الخطوط الجوية الهولندية كيه.ال.ام انها قامت برحلة جوية تجريبية دون حدوث أي خسائر ظاهرة. كما قامت شركة لوفتهانزا الالمانية بتسيير عشر طائرات في تجارب منفصلة. وقالت وزارة النقل الهولندية في بيان الرحلات التجريبية لكيه.ال. ام في هولندا - التي تمت في ظل ظروف تم التحكم فيها - امنة. في الخارج كانت عدة رحلات تجريبية امنة أيضا. وهذه هي أسوأ اضطرابات يشهدها النقل الجوي منذ هجمات11 سبتمبر عام2001 عندما أغلق المجال الجوي الامريكي لمدة ثلاثة أيام واضطرت شركات الطيران الاوروبية لوقف كل الخدمات الى الولاياتالمتحدة. وتسببت هذه السحابة في جعل عدد من زعماء العالم يعدلون خططهم في السفر. فقد ألغى الرئيس الامريكي باراك أوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل واخرون الرحلات الى بولندا لحضور جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي اليوم والذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا قبل أسبوع. وقال مسؤولون ان ثورة البركان هدأت فيما يبدو لكن قد تستمر لايام أو حتى شهور. وقالت هيئة أكيو ويذر للارصاد الجوية ومقرها الولاياتالمتحدة ان الرماد موجود في منطقة تتسم بضعف تدفق الرياح ومن غير المرجح أن ينتقل لمكان أبعد . وأضافت أكيو ويذر من المتوقع أن تصبح السحابة أكثر تركيزا يومي الثلاثاء والاربعاء مما يمثل خطرا أكبر على السفر الجوي. لكن من المتوقع أيضا أن يتقلص نطاقها مما سيؤثر على مساحة أقل، وبريطانيا والمانيا وهولندا من الدول التي أعلنت اغلاق مجالاتها الجوية طوال السبت والى وقت مبكر من أمس الأحد. ومددت بريطانيا والمانيا الاغلاق . كما أعلنت بلغاريا اغلاق مجالها الجوي . وكانت بلغاريا قد أغلقت جزئيا مجالها الجوي وعددا من المطارات لكن أحدث اعلان عن اغلاق المجال الجوي يعني أن كل المطارات بما في ذلك صوفيا أصبحت مغلقة في الوقت الراهن. كما قالت هيئة الطيران المدني في السويد ان البلاد ستبقي على اغلاق مجالها الجوي ين بسبب سحابة الرماد البركاني القادمة من ايسلندا. ولا يعتقد خبراء الاقتصاد أن هذه السحابة ستبطيء من التعافي المتقلب من الركود في أوروبا أو تؤثر على الناتج المحلي الاجمالي في الربع الثاني ما لم تتسبب السحابة في اضطراب الرحلات الجوية لاسابيع بشكل يهدد حركة الامدادات للمصانع. وامتدت الاضطرابات الى اسيا حيث ألغيت عشرات الرحلات الجوية المتجهة الى أوروبا كما تعرضت الفنادق من بكين الى سنغافورة لضغط شديد لاستيعاب الركاب الذين تقطعت بهم السبل. وفي سنغافورة قال مطار تشانجي ان45 رحلة جوية ألغيت . وأعلنت اير تشاينا وتشاينا ساذرن ايرلاينز الغاء أغلب الرحلات الجوية الى أوروبا. وكان البركان قد بدأ ثورته يوم الاربعاءالماضي للمرة الثانية خلال شهر من تحت نهر ايجافجالاجوكول الجليدي مما أدى الى تصاعد عمود من الرماد لارتفاع بين6 و11 كيلومترا في الغلاف الجوي.