تعتبر السقايات والمراحيض التقليدية، والتي تشكل جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي والديني للعاصمة الروحية للمملكة, أعمالا حقيقية تشهد على روعة الفن المعماري الأصيل الذي أبدعته يد الصناع التقليديين، والتي يتعين المحافظة عليها. وتضم المدينة القديمة لفاس، المعروفة بمساجدها وقصورها وحدائقها ورياضها، ما مجموعه حوالي3500 سقاية، منها69 سقاية عمومية ضخمة, كثيرا ما تشهد على روعة الفنون الزخرفية. وكانت هذه السقايات تشكل نقطا للتزود بالماء سواء بالنسبة لسكان مدينة فاس أو لزوارها. وهكذا, فمن بين أجمل السقايات المتميزة بديكورها المزخرف بالزليج وببعدها المعماري والزخرفي هناك على الخصوص السراجين وأبو الحسن ودرب الروم وسياج دار المجلس ومرشان وسوق الحنة والدمناتي وعقيبات والسبع وواد رشاشة والرصيف وباب غيسا وسلالين. وقد أظهر إحصاء لهاته السقايات، أنجزته في السنوات الأربع الأخيرة وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس، أن معظمها يعاني من تدهور عميق، وقد تم تصنيف عملية ترميم هذه السقايات العامة الضخمة كأولوية نظرا لأهميتها التاريخية والفنية والاجتماعية. ومكنت عملية إعادة تأهيل السقايات وشبكات المياه التقليدية، والتي تمت خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي بفضل هبة من الصندوق العربي الإنمائي الاقتصادي والاجتماعي, من ترميم عدد من السقايات التاريخية والشبكات التقليدية. ووفقا لوكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس فإن أهداف عملية ترميم السقايات والشبكات التقليدية تمثلت في إعادة تأهيل الأودية والمصادر التقليدية للمدينة القديمة وإعادة تنظيم تعاونيات الحرفيين .