زارت إذاعة طنجة مؤخرا منكوبي مدشر «مرج حمود» التابع للجماعة القروية خميس بني عروس بإقليم العرائش، وأنجزت هناك تحقيقا إذاعيا مفصلا ضمن برنامج «صور من البادية» الذي يسهر على إعداده وتقديمه الزميل عبد اللطيف بنيحيى. إنجاز هذا التحقيق جاء في إطار السعي وراء نقل صورة حية لمعاناة الساكنة في هذا المدشر، في أعقاب انجراف قوي للتربة عاشته المنطقة بسبب رداءة أحوال الطقس، حيث نجم عن هذا الحادث الأليم انهيار عدد من المباني السكنية، بالإضافة إلى ظهور تصدعات كبيرة في عدد آخر من المنازل، التي أضحت غير صالحة للسكن، وقد تجاوز عدد المباني المتضررة حسب معطيات أولية 120 منزلا، بما يشكله ذلك من خسائر مادية جسيمة. وإذا كان الحادث لم يخلف بحمد اللّه ضحايا في الأرواح، إلا أن عدد المنكوبين والمتضررين، ومن هم بدون مأوى يتجاوز عشرين أسرة: منهم من انهارت بيوتهم أمام أعينهم، ومنهم من اضطر الى ترك كل ممتلكاته، مفضلين الهرب بأرواحهم من دون حتى التجرؤ على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المتاع النفيس. وتجدر الإشارة إلى أن الوصول الى قلب المنطقة المنكوبة يظل عسيرا بسبب وعورة المسالك المؤدية إليها، خاصة وأن التساقطات المطرية وانجرافات التربة حولتها إلى منطقة معزولة، لا يمكن ولوجها إلا بصعوبة شديدة وبمساعدة الجرارات والدواب. عامل العزلة هذا صعب كذلك من مهمة إعادة الإيواء التي باشرتها السلطات المحلية بمجرد علمها بالخبر، حيث تم إمداد الأسر المتضررة بالأفرشة والأغطية والخيام والمواد الغذائية، إلا أن هذا لم يحد إلا قليلا من معاناة الساكنة بسبب استمرار رداءة أحوال الطقس، وضرورة إيواء أزيد من أسرة كثيرة العدد في خيمة واحدة. من جهتها وصفت سيدة مسنة نفس المعاناة مضيفة أن برودة الطقس تضاعف من عبء التعايش مع الكارثة بالرغم من روح التضامن والتآزر التي تسود بين ساكنة البوادي خلال الأزمات، مع الإشارة إلى أن الأزمة قد تتفاقم في ظل إكراهات أخرى تطرحها ظروف الحياة فقد نقل ميكروفون إذاعة طنجة بالكثير من الأسى انفعالات سيدة تحكي كيف قدر لامرأة من أهل مدشر «مرج حمود» أن تضع طفلها في ظل هذه الأجواء الكارثية حيث جاءها المخاض مباشرة بعد حادث الانهيار المأساوي وأنجبت في ظروف مزرية بمساعدة الجارات ونساء المدشر، اللواتي لم تزغردن لمولد الطفل الصغير، واكتفين باستقباله بدموع صامتة تترجم حزن أكباد مفطورة من هول هذه الكارثة الطبيعية. وقد تعاقب على ميكروفون إذاعة طنجة مجموعة من المنكوبين نساء ورجالا أدلوا بشهادتهم حول الوضع الحالي، آملين أن تمتد لهم يد المساعدة عاجلا وليس آجلا. «إذاعة طنجة العالية صوت كل الناس» وهي تعلي صوت المتضررين والمنكوبين في منطقة خميس بني عروس، حاولت أن تنقل الصورة الحقيقية لمشاهد إنسانية أضحت متكررة بسبب رداءة أحوال الطقس التي تعيشها بلادنا في الفترة الأخيرة.