أضحى المغاربة المهاجرون بإيطاليا من أبناء الجيلين الأول والثاني؛ لا سيما المقيمين بروما, يتوفرون على فضاء للالتقاء والحوار مخصص لاشاعة قيم التآزر والتفاهم بين الجاليات من مختلف أصولها. ففي جو احتفالي كبير, رأت الجمعية السوسيو ثقافية «أرتيكولو3 « النور بمبادرة من أشخاص لديهم قناعة بأن اختلافات اللغات والثقافة والدين تعتبر عاملا للغنى وليس سببا للانشقاق والتفرقة. ويعتبر مؤسسو هذه الجمعية أن معرفة الآخر والتقاسم يعتبران أفضل أدوات رفع الغموض ومحاربة الأحكام الجاهزة التي قد يطلقها البعض على الآخرين, وذلك بهدف تشجيع التقارب والتفاهم. وحضر عدد من الإيطاليين وأفراد الجالية العربية والأجنبية بإيطاليا الجمع التأسيسي لهذه الجمعية التي أطلق عليها «أرتيكولو3 « في إشارة إلى المادة الثالثة من الدستور الإيطالي التي تؤكد على مبدأ المساواة بين جميع الإيطاليين كيفما كانت أصولهم. وأوكلت رئاسة هذه الجمعية, التي يقع مقرها بحي يتمركز فيه السكان المهاجرون, إلى غزلان منصوري, وهي شابة مغربية تبلغ من العمر26 سنة وتتطلع للنهوض بالتبادل الثقافي بين مختلف مكونات المجتمع الإيطالي والعمل على إعطاء صورة أخرى عن الشباب المهاجرين غير تلك التي يحملها عنهم البعض. وتعتبر هذه الجمعية فضاء يلتقي فيه المهاجرون من أصول متنوعة والمواطنون الإيطاليون الذين يتطلعون لاكتشاف المغرب وثقافته من خلال هؤلاء الشباب الذين بحبونه ويسعون لخدمته وجعل الآخرين يكتشفونه. وستقدم الجمعية دروسا في اللغتين العربية والإيطالية وتكوينات متنوعة, إضافة إلى المساعدة القانونية والإدارية. وحضر هذا الجمع التأسيسي, الذي كانت فيه سفارة المغرب ممثلة بمستشارها الثقافي, عدد من المهاجرين مغاربة من مختلف الآفاق, من بينهم مثقفون وفنانون وصحفيون وأيضا عمال بسطاء وربات بيوت. وأعرب المواطنون الإيطاليون الذين حضروا هذا الحفل بكثافة عن سعادتهم لتقاسم هذه اللحظات السعيدة مع أصدقائهم المغاربة, حيث تميز اللقاء بإلقاء خطابات رسمية وتقديم أغاني ورقصات وخوض مناقشات أخوية. وأعربت رئيسة الجمعية عن أملها في أن تتمكن هذه الجمعية من بلوغ أهدافها النبيلة وإتاحة فضاء رحب للاستقبال والمساعدة القيمة لكل من يحتاجها.