اجتماع أمني بليبيا يتحول لمنبر للإساءة للوحدة الترابية للمغرب اتضحت بداية الاسبوع الجاري بالعاصمة الليبية طرابلس , معالم و خيوط المؤامرة الخبيثة التي دبرتها المخابرات العسكرية الجزائرية للتشويش على لقاء بوزنيقة التشاوري الذي جمع قبل أيام أطراف الأزمة الليبية و محاولة افشال مسار الوساطة المغربية لحلحلة الأزمة الليبية المستعصية .
السبت الماضي و تزامنا مع انتفاضة المجلس الأعلى للدولة بليبيا على سالم الباعور المُكلف بتسيير مهام وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية بليبيا الذي اعترض على احتضان المغرب للقاء بوزنيقة , لم يجد رئيس حكومة الوحدة الوطنية بليبيا عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها حرجا في ترؤس المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا و الاستماع بتمعن و دون اعتراض لرئيس الوفد الجزائري المدير المركزي لأمن الجيش الجزائري، العميد محرز جريبي و هو يخصص فقرات من كلمته للإساءة للوحدة الترابية للمغرب من خلال اجتراء أسطوانة الانفصال و اجترار وهم جمهورية الوهم المصطنعة , ثم السماح بعد ذلك بنشر و بث الخطاب العدائي و التضليلي لرئيس الوفد الجزائري بوكالة الانباء الليبية رغم علم الدبيبة و التزامه المبدئي و النظري بموقف ليبيا ما بعد العقيد القذافي الذي عبر عنه المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي المنبثق عن ثورة فبراير 2011 , جمعة القماطي و الذي أكد فيه صراحة أن مستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا تحت السيادة المغربية .
من الواضح أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية الدبيبة الذي زار قبل سنوات الرباط و أشاد فيها بالجهود المغربية لحل الأزمة الليبية و شدد على أهمية مواصلة الرباط دعمها للمصالحة الوطنية الليبية، قد قرر اليوم تحت ضغط الجزائر و الشكوك التي تعتري مستقبله السياسي بليبيا الارتماء طواعية و دون تقدير العواقب في أحضان الأجندة الجزائرية التي تستغل ليبيا كقاعدة خلفية لمناوراتها و أطماعها بمنطقة الساحل و توظف اليوم حكومة الوحدة الوطنية الليبية لتصفية حسابات سياسية وضيعة و قذرة مع الرباط .
من المؤكد أيضا أن النظام الجزائري يواصل مخططاته المتجلية في زرع الفتنة داخل الطيف الليبي واستغلال الهشاشة المؤسساتية التي تعيشها ليبيا مجسدة في زلة رئيس الحكومة المحلية المنازع في شرعيته من المؤسسة التشريعية لبلاده , و يوظف هذه الهشاشة لتحويل منابر ليبية الى منصات لاستهداف الوحدة الترابية للمملكة المغربية في الوقت الذي هو عاجز عن تأمين حتى حدوده البرية مع ليبيا من مغامرات و هجمات جيش الجنرال الليبي المنشق خليفة حفتر الذي يحظى بدعم روسيا الحليف العسكري للجزائر .
مخطىء هو الدبيبة ان كان يعتقد أو يتصور أن جنرالات قصر المرادية قادرون على تثبيته في منصبه الذي حازه بفضل وساطة مغربية أثمرت اتفاق الصخيرات السياسي قبل تسع سنوات الذي عبد الطريق للسيد عبد الحميد الدبيبة ليقود الجهاز التنفيذي لبلاده ...
المغرب الذي أحتضن بمسؤولية و نضج مسلسل الصخيرات و بوزنيقة بجميع محطاته لجلسات الحوار الليبي و حصل على وضع خاص و مكانة خاصة كوسيط محايد ومقبول لدى جميع الأطراف الليبية يترفع و ينأى بنفسه عن الدخول في متاهات الكواليس و المؤامرات القذرة و سيظل يرافع و يتحمل عبىء مواكبة ملف الأزمة الليبية بتفان و احترام لكافة الفرقاء و المتدخلين دون أن يسمح و لو للحظة عابرة أن تكون مصالحه العليا ووحدته الترابية محل مساومة أو صفقة سياسية أو أمنية على حساب معاناة الشعب الليبي الشقيق أو من خلال خطط استخباراتية جزائرية قذرة تهدف الى استدامة حالة الانقسام والفوضى بمناطق القطر الليبي ...