أكد حفيظ بنهاشم المندوب العام للسجون أن حالة هذه الأخيرة بالمغرب عادية مثلها مثل عدد كبير من دول المعمور. وأضاف بنهاشم في حفل تخرج عدد من الأطر التقنية المكلفة بالدراسات والتحاليل التي أشرف عليها أول أمس بالمعهد العالي للقضاء بالرباط أن الاكتظاظ ليس قاعدة عامة، ولكنها تمس فقط بعض المدن مثل الدارالبيضاء وسلا. وأن وضعها الحالي أصبح يحتم ليس فقط إصلاحها ولكن اختيار أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية. وأشار أن الكثير من السجون في مدن مغربية مختلفة شبه فارغة ولا تأوي في الغالب سوى عشر طاقتها الإيوائية مضيفا أنه إذا قمنا بعملية حسابية بين المساحة السجنية المتوفرة في المغرب وبين عدد السجناء، فإنها لن تجد هناك اكتظاظاً. إلا أن التوزيع يطرح عدداً من الإشكاليات منها إبعاد السجناء عن ذويهم ثم صعوبة نقل السجناء الاحتياطيين الذين يجب أن يظلوا رهن إشارة السلطات القضائية إلى حين البت النهائي في حالاتهم. وبخصوص التعاون مع الجمعيات أكد حفيظ بنهاشم أن المندوبية ترحب بالعمل الجمعوي وبزيارة الجمعيات في إطار ما ينص عليه القانون، غير أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تقوم بأدوار لا يسمح لها بها القانون، مثل الزيارات لأن ذلك أولا يتوقف على موافقة السجناء كما لا يمكن للجمعيات أن تلعب دور المراقبة، إلا إذا كانت عضوا في اللجن الإقليمية ، لأن القانون لا يجعل الجمعيات آلية من آليات المراقبة. وأضاف بنهاشم أن السجون المغربية استقبلت 2100 زيارة منها 600 للجمعيات. وبخصوص الأوضاع داخل السجون أكد بنهاشم أن الكثير من التجاوزات أصبحت داخل السجون بمثابة مكاسب مثل إدخال الآلات الكهربائية مما دفع بعض السجناء إلى المطالبة بالقيام بأنفسهم بإعداد الطعام عوض مطاعم السجون، وهذا أمر فيه خطورة على أمن السجون من الحرائق كما فيه ارتفاع للكلفة استهلاك الكهرباء والماء حيث أن المندوبية عليها متأخرات في هذا الباب تصل إلى 9 مليار سنتيم. وبخصوص ما سماه إعادة الانضباط أكد بنهاشم أن ذلك يجري حسب القانون وأن المندوبية تراعي ما أمكن الظروف الأسرية والعائلية لموظفي الإدارة وأنها لا تلجأ إلى الطرد إلا في حالة الأحكام النافذة أما ما عداها، فإن الإدارة تتبع أسلوب إعادة التأهيل والإصلاح. وللإشارة فإن المندوبية آخذة في تعزيز طاقمها بعدد جديد من الموظفين من حيث العدد والنوعية حيث قامت بتوظيف 1000 موظف خلال السنة كما وظفت 100 من حاملي الشهادات العليا وذلك بطلب من الوزير الأول كمساهمة في إدماج هذه الفئة في الحياة العملية. كما أن المندوبية التزمت بكل نفقاتها ، وشدد حفيظ بنهاشم في الأخير على أن روح المواطنة تنعكس مس الجميع الاعتزاز بالوطن وكذلك الاعتزاز بما يقوم به أبناؤه والانتباه كذلك إلى الإنجازات بدل الاهتمام فقط بالدم وتعداد السلبيات. مضيفا أن لنا في هذا الوطن ما نفتخر به وأن الأفواج المتخرجة ستساهم لا محالة ليس في تطوير الأداء بالسجون ولكن في أنسنتها وجعلها مكانا للإصلاح وإعادة الإدماج. وذكر في هذا الخصوص بالتسهيلات التي تمنحها السجون للراغبين في الدراسة والتكوين وإلى النتائج التي حصل عليها الكثيرون.