إشكالية الماء تدعو إلى مزيد من الجهد واليقظة وإلى الإبداع في الحلول والحكامة في التدبير احتضنت القاعة الكبرى للاجتماعات بمقر إقليم تاوريرت بعد عصر يوم الأربعاء 30 اكتوبر 2024 حفل تنصيب السيد بدر بوسيف عاملا على عمالة إقليم تاوريرت، خلفا لسلفه العربي التويجر، وذلك تحت اشراف الدكتور نزار بركة وزير التجهيز والماء والسيد لخطيب الهبيل والي جهة الشرق نيابة عن وزير الداخلية وبحضور الأستاذ خالد بنكيران الرئيس الأول لمحكمة الاستيناف، والوكيل العام مصطفى يرتاوي بالإضافة الى العديد من الشخصيات العسكرية والامنية والسلطات المحلية ومنتخبي الاقليم ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني وممثلي الأحزاب الوطنية والهيئات النقابية ووسائل الاعلام والصحافة الوطنية.
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم رتلها السيد محمد حمد الله إمام مسجد تجزئة النصر تلا الاستاذ قاضي قضاء الأسرة ظهير التعيين بعد ذلك عبر الدكتور نزار البركة وزير التجهيز والماء عن سعادته بتواجده مع الحشد الكبير بمناسبة حفل تنصيب عامل إقليم تاوريرت الجديد مبلغا من خلالها عطف ورضا صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده، الذي يوليهما لرعياه الأوفياء ساكنة إقليم تاوريرت الذين لم يفوتوا أية فرصة، عبر التاريخ، للتعبير عن تلاحمهم المتين وارتباطهم القوي بالعريش بالعرش العلوي المجيد.
إن العناية المولوية لهذا الإقليم يضيف الدكتور نزار بركة تجسدت منذ زمن من خلال الثقة السامية في خيرة الكفاءات الوطنية التي تشرفت بتدبير شؤون عمالة إقليم تاوريرت، وها نحن اليوم يقول الدكتور نزار بركة أمام تجديد هذه العناية من خلال حفل تنصيب السيد بدر بوسيف عاملا على إقليم تاوريرت قادما من عمالة طنجة أصيلا التي شغل بها منصب كاتب عام منذ غشت الماضي..
والسيد بدر بوسيف الذي حظي بالثقة المولوية لجلالة الملك بتعيينه عاملا على إقليم تاوريرت يبلغ من العمر 56 سنة، متزوج وأب لإبنين، فهو حاصل على الإجازة في القانون الخاص وخربج المعهد الملكي للإدارة الترابية سنة 1995.
وقد راكم العامل الجديد لإقليم تاوريرت يضيف الوزير تجربة كبيرة بعد تدرجه في مختلف أسلاك الإدارة الترابية منذ سنة 1995. حين بدأ مساره الإداري كقائد بإقليمالجديدة، ثم لعمالة أكادير - ادا وتنان سنة 2004، قبل ترقيته إلى مهام رئيس منطقة حض بة بإقليمالعيون سنة 2007، وفي سنة 2012 تم تعيينه باشا طرفاية بإقليم طرفاية، قبل ترقيته إلى منصب كاتب عام لنفس الإقليم، وهي المهام التي ظل يزاولها بإقليم اشتوكة ايت باها من 22 يونيو 2018 إلى غاية غشت 2024 تاريخ انتقاله إلى عمالة طنجة أصيلا.
وأضاف الدكتور نزار أن كفاءة وخبرة السيد بدر بوسيف مكنتاه من الترقي في مختلف أسلاك الإدارة الترابية قبل أن يصبح اليوم عاملا على إقليم تاوريرت.
وقد هنأ فضيلة الدكتور نزار بركة السيد بدر بوسيف على الثقة المولوية التي حظي بها، والأكيد أن مساره المتميز داخل دواليب الإدارة الترابية كما جاء على لسان السيد الوزير يشكل قيمة مضافة لهذا الإقليم الذي يحظى بالعناية الملكية لصاحب الجلالة نصره الله.
إن خصال السيد بدر بوسيف وتجربته المهنية بمختلف دواليب الإدارة الترابية تؤهله لمواصلة إنجاح أوراش ومشاريع برنامج التنمية الترابية بإقليم تاوريرت والذي يعتبر من المجالات الترابية الواعدة بالنظر إلى مؤهلاتها وخاصة في مجال الصناعة التحويلية للزيتون ومشتقاته، وكذا موقعه الاستراتيجي المؤهل لتطوير المناطق اللوجستيكية بالمواصفات العالية..
ويعتبر إقليم تاوريرت بتنوع مؤهلاته مجال ترابي واعد ومؤهل لإقلاع اقتصادي واجتماعي نظرا لتموقعه الجغرافي وميزة قربه من ميناء الناظور غرب المتوسط. هذا الأخير سيشكل دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية الشمولية والمندمجة ولتحقيق الكرامة والرفاهية لساكنة إقليم تاوريرت. وعليه، يبقى الرهان اليوم يرى السيد الوزير هو تقوية البنيات التحتية الأساسية لمواكبة ميثاق الاستثمار الجديد وإبداع الحلول لمختلف التحديات التي تعوق تنمية الإقليم المستدامة، و تثمين مؤهلات الصناعة التحويلية للمنتجات الفلاحية بالإقليم في ظل توالي سنوات الجفاف وندرة المياه وخاصة بالعالم القروي. لا يخفى عليكم اليوم ان المغرب بفضل التوجيهات الملكية السامية يهدف إلى بلوغ السيادة الوطنية في مختلف ابعادها: الغذائية والمائية والدوائية والطاقية والصناعية والرقمية وهو بذلك ورش مفتوح على مجموعة من البرامج ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا الإطار استحضر برنامج الدعم المباشر المخصص للأسر الفقيرة والهشة والبرنامج الجديد لدعم السكن هي برامج على سبيل الذكر لا الحصر تجسد الرؤية الملكية لنموذج التنمية البشرية التي يريده جلالته لرعاياه الأوفياء. إن المغرب ينفرد اليوم بفضل القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لنموذج للتنمية البشرية برنامج الحماية يحظيان بإشادة دولية، و تنزيلها ترابيا رهين بالدور المحوري والفعال للسادة العمال. وهي فرصة اليوم لدعوة السيد العامل، من خلاله مختلف رجال السلطة بإقليم تاوريرت على الانخراط التام لتدارك العجز الإجتماعي في إستكمال تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي يعتبر دعامة أساسية للنموذج التنموي المغربي، والمساهمة في تحقيق العدالة المجالية من أجل إيلاء العناية لتأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الجماعية ومساعدة المواطنات والمواطنين على برمجة مشاريع في هذا المجال وفق مقاربة تشاركية.
وهنا استحضر السيد الوزير الدور المحوري لرجل السلطة في الإنصات لنبض الشارع ولحاجيات المواطنات و المواطنين والإجابة على تظلماتهم وابت اخ الحلول لمشاكلهم والحرص على التطبيق السليم للقانون الذي يمنح الثقة للجميع. فالانصات والحضور الميداني والتدخل الاستشرافي والاستباقي مداخل أساسية للحفاظ على الإستقرار والأمن، وهي من وظائف الدولة التي لا يمكن تفويضها.
فالإقليم عرف دينامية تنموية بفضل الانخراط الجدي للسادة العمال المتعاقبين على تدبير شؤونه وإشرافهم المباشر على مختلف البرامج والمشاريع. وهو المسار الذي سيستمر على نهجه السيد بدر بوسيف.. فالرجل يتميز بالجدية والانضباط والوطنية الصادقة، تلكم صفات تعتبر مداخل أساسية في إرساء دعائم المسار التنموي لبلادنا كما جاء في نص الخطاب الملكي الذي صادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربع صاحب الجلالة على عرش اسلافه الميامين في 29 يوليوز 2023، إذ أكد جلالته أن في ظل ما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية بمعناها المغربي الأصيل: أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، و بشعارنا الخالد : الله الوطن الملك. ثانيا : في التشبث بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد. ثالثا : في صيانة الروابط الاجتماعية. العائلية من أجل مجتمع متضامن وتماسك. رابعا : في مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية.. انتهى منطوق الخطاب الملكي السامي.
فرجل السلطة المتسم بالجدية والتفاني يقول السيد نزار بركة هو الحريص اليوم على تنزيل هذه الأوراش الكبرى ترابيا من أجل تدارك العجز الاجتماعي والمساهمة في تشجيع الأنشطة المدرة للدخل والتشغيل الذاتي للشباب ومساعدتهم على إخراج مشاريعهم للوجود..
لقد عرف إقليم تاوريرت ويعرف دينامية تنموية مستدامة بفضل حجم المشاربع الاستثمارات خلال العشرية الأخيرة وهو مجهود يشكر عليه السيد العربي التويجر العامل السابق لإقليم تاوريرت، والذي نتقدم له بالشكر على ما قدمه للإقليم ولساكنته من خدمات جليلة.
وما الثقة المولوية التي حظي بها بتعيينه عاملا على مجموعة من الأقاليم خلال مساره المهني إلا دليل على مساره الناجح.
وفي الاخير وباستخضار الرهانات الكبرى للمملكة، جدد الدكتور نزار بركة الدعوة لممثلي الإدارة الترابية وكذا القوات العمومية من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة ورجال الوقاية المدنية وكذا كافة الهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود لتنمية إقليم تاوريرت، ومد يد المساعدة للعامل الجديد لبلوغ ما يصبو يطمح إليه جلالة الملك نصره الله لرعاياه الأوفياء بهذا الإقليم.