انخراط الجهة في سلسلة المشاريع الرامية الى تعبئة الموارد المائية وتعميم وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب للمجالين الحضري والقروي كانت قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر ولاية جهة الشرق يوم السبت 26 أكتوبر 2024 مع حفل تنصيب الخطيب لهبيل واليا على جهة الشرق وعاملا على عمالة وجدة انجاد، خلفا لسلفه معاذ الجامعي الذي عيّنه جلالة الملك محمد السادس واليا على جهة فاسمكناس، وذلك تحت إشراف عبد الوافي لفتيت والكاتب العام لوزارة الداخلية وبحضور عمال أقاليم جهة الشرق (تاوريرت، جرسيف، الناظور، فجيج، جرادة، بركان، الدريوش) بالإضافة إلى رجال ونساء السلطة القضائية والعديد من الشخصيات العسكرية والامنية والسلطات المحلية ومنتخبي الإقليم ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية وممثلي النقابات ووسائل الإعلام والصحافة الوطنية.
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وظهير التعيين، ذكّر وزير الداخلية بالعناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لساكنة جهة الشرق، كما هنأ الوالي والعامل الجديد على الثقة المولوية التي حظي بها. هذه الثقة تاتي فعلا في اطار المفهوم الجديد للسلطة وتعزيزا للمقاربة التشاركية وسياسة القرب التي تهدف بابعادها ومراميها الى دفع عجلة التنمية المحلية في مختلف مجالاتها، مستحضرا في الوقت ذاته المسار المهني للوالي الجديد كمسؤول ترابي ورئيس لعدة مؤسسات وقطاعات خاصة تلك المتعلقة بالتعمير والإسكان والتجهيز.
وأبرز السيد الوزير في كلمته ان تحديات المرحلة تدعو وتقتضي الحرص على ضخ نفس جديد في جميع الاوراش التنموية التي تم اطلاقها خلال السنوات الماضية، معربا عن ثقته بقدرة الجهة على المساهمة الفعالة في الدينامية الوطنية خاصة في ظل الانجازات المحققة، بما في ذلك دعم البناء المؤسساتي للجهة وتقوية مواردها المالية والبشرية، وكذا بلورة اطار توجيهي لتمكين الجهات من الاطلاع باختصاصاتها الذاتية.
وأشار لفتيت ان الجهة الشرقية تعد جزءا من التحول الهيكلي الذي يعرفه مسار الجهوية المتقدمة بالمغرب، مبرزا ان هذا التحول اخذ طريقه منذ الخطاب الملكي السامي الذي القاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة وجدة في 18 مارس 2003 والذي يشكل حدثا تاريخيا وخريطة طريق لتنمية الجهة.
وأضاف انه بعد مرور ازيد من 20 سنة على هذا الخطاب التاريخي، تشهد اليوم جهة الشرق طفرة تنموية غير مسبوقة، غيرت من معالمها وواقعها الاقتصادي والاجتماعي، والتي تجسد في انجاز مشاريع مهيكلة ذات مستوى وإشعاع دوليين، وفي خلق فرص الشغل، وفتح اوراش تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية.
كما توقف السيد لفتيت عند القطب التنموي الناظور وغرب المتوسط المتمثل خاصة في المشروع الكبير لميناء الناظور غرب المتوسط الذي يشكل قاطرة للتنمية الاقتصادية جهويا ووطنيا، وإحداث مناطق صناعية واقتصادية ولوجستيكية على مستوى كافة اقاليم الجهة، لاستقبال استثمارات منتجة ومحدثة لفرص الشغل، بالإضافة الى دعم الربط الجوي، وإتمام البرنامج الطرقي، وذلك لتمكين الجهة من الواقع الايجابي لمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط.
وفي نفس الإطار يضيف الوزير انخرطت الجهة في سلسلة من المشاريع الرامية الى تعبئة الموارد المائية وتعميم وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب للمجالين الحضري والقروي خاصة في ظل ازمة الماء الناجمة عن توالي سنوات الجفاف، وتنامي الطلب على استهلاك هذه المادة الحيوية.
واستحضر لفتيت في معرض كلمته عن مشروع تحلية مياه البحر، انشاء محطة كبيرة بجهة الشرق تروم تزويد هذه الاخيرة بحجم اجمالي يناهز 300 مليون متر مكعب سنويا، والبرنامج الوطني للماء الصالح للشرب والسقي 2020 / 2027 والذي مكن من انجاز العديد من المشاريع وأخرى في طور الإنجاز، والرامية الى تعزيز العرض المائي باقليم الجهة.. ويتعلق الامر ايضا بمشاريع اعادة استعمال المياه المعالجة لسقي المساحات الخضراء والاغراس الفلاحية في بعض اقاليم الجهة، وإعطاء انطلاقة اشغال الجهوية المتعددة الخدمات، في مجال توزيع الكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير السائل بكافة جماعات الجهة.
كما دعا وزير الداخلية الى التحلي بالمسؤولية والجدية تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس لمواجهة كل أشكال التبذير والاستغلال العشوائي للماء، مذكرا بالدور الاساسي للسلطات الترابية في هذا الصدد، من خلال العمل على تسريع تنزيل مختلف محاور البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020 / 2027 ، واتخاذ مختلف الاجراءات الكفيلة بتدارك التأخر الحاصل على مستوى تنزيل بعض المشاريع.
كما اكد السيد الوزير ان الدينامية التنموية التي تعرفها جهة الشرق، ساهمت بشكل كبير في التغيير في معالم سوق الشغل، وتنويع العرض، وتقديم بدائل اقتصادية واجتماعية مكنت من الحد من ظاهرة التهريب، وتوفير فرص التكوين، وكذا العمل على تحرير الاقتصاد المحلي من القطاع غير المهيكل.
كما نبه إلى التحديات الامنية التي تعرفها جهة الشرق بحكم موقعها الجغرافي كجهة حدودية ومنطقة عبور الى اوروبا للمهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء، وأيضا كمنطقة استقبال في السنوات الاخيرة، مؤكدا على ان السلطات بذلت مجهودات جبارة ومتواصلة وبتنسيق مكثف بين مختلف المتدخلين، من خلال تعزيز المراقبة، والحد من دخول المهاجرين غير الشرعيين الى الجهة، فضلا عن مواجهة محاولاتهم الجماعية للتسلل عبر الواجهة البحرية المتوسطية.
ودعا الى وضع محاربة الشبكات الاجرامية ضمن اولويات اللجن الاقليمية للأمن مع الحرص على تقوية التنسيق بين مختلف السلطات المعنية وتكثيف دور رجال اعوان السلطة في اطار مقاربة استباقية واضحة، مشيدا بالمجهودات التي بذلها الوالي السابق معاذ الجامعي متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة بجهة فاسمكناس.