طالبت الولاياتالمتحدة السلطة الفلسطينية ب"إعادة تنشيط قواتها الأمنية، لكي تتواجد في قطاع غزة بعد الحرب، بجانب القيام بإصلاحات وضخ دماء جديدة في السلطة"، وذلك بحسب تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي عن المباحثات بين الجانبين، بشأن مستقبل غزة، حسب ما نقلته "الحرة". ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين لم يذكر أسماءهم، أن "إدارة الرئيس جو بايدن، اقترحت على السلطة إعداد قوة أمنية وشرطة محلية في القطاع"، بعد نهاية الصراع الدائر حاليا، والذي تقول إسرائيل إنها تسعى من خلاله إلى "القضاء على حركة حماس". والتقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، يومه الجمعة 16 ديسمبر، برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في رام الله، لمناقشة "حكم غزة بعد نهاية الحرب". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، في بيان الجمعة، إن الجانبين ناقشا "غزة ما بعد الصراع ومسألة الحكم"، مضيفا أن ذلك شمل الخطوات التي يجب اتخاذها لتصبح السلطة الفلسطينية "أكثر مصداقية ومسؤولية". وأشار مسؤولون أميركيون، بحسب أكسيوس، إلى أن "إدارة بايدن تريد من عباس (87 عاما) إجراء إصلاحات واسعة، من بينها ضخ دماء جديدة" في قيادات السلطة. ودعت واشنطن، عباس إلى "تعيين أشخاص أصغر سنا في مناصب صناعة القرار، يتمتعون بمصداقية بين الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة، بجانب احترام المجتمع الدولي لهم"، بحسب مصدر مطلع على المحادثات. كما أوضح مسؤولون أميركيون، أنه تمت مناقشة "طريقة لعب السلطة الفلسطينية لدور في تشكيل قوة أمنية في غزة، خلال مرحلة ما بعد حماس". ومن بين تلك السبل، إعادة تفعيل دور عناصر أمنية تابعة للسلطة تعيش في القطاع، وكانوا في الخدمة فعليًا حتى سيطرة حماس على مقاليد الأمور عام 2007، وفق "أكسيوس". ونقل "أكسيوس" أيضًا عن مصدر مطلع، أن السلطة الفلسطينية "تواصلت خلال الأيام الأخيرة مع بعض الأشخاص الذين تؤهلهم أعمارهم للاستمرار في الخدمة، وسألتهم عن رغبتهم في العودة للعمل مجددا". ورفض مسؤولون في السلطة الفلسطينية التعليق على تلك المناقشات، لموقع أكسيوس. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد أشارت في تصريحات على لسان مسؤولين أميركيين وفلسطينيين، أنه تمت مناقشة خطة "لإعادة تدريب 1000 ضابط سابق من قوات الأمن التابعة للسلطة في غزة، وما بين 3000 إلى 5000 آخرين في الضفة الغربية، الذين سيعملون في غزة بعد الحرب". ولفتت الصحيفة في تقريرها المنشور، الجمعة، إلى أن "فورة المحادثات الأمنية" تكشف حجم الحاجة الملحة التي تشعر بها واشنطن والعواصم العربية للبدء في التخطيط لما يسمى ب"اليوم التالي لحماس"، مع التنويه إلى عدم توفر موقف موحد بين الدول العربية بشأن من سيساهم بقوات في هذه المرحلة، فيما يشترك الجميع بالمطالبة بوقف إطلاق النار وإمكانية إقامة دولة فلسطينية. تدرك الإدارة الأميركية أن كل هذه المناقشات حول لعب السلطة دورا في غزة، لن تكون لها أية قيمة إلا لو وافقت إسرائيل عليها، حسب أكسيوس. لكن الحكومة الإسرائيلية تعارض بشدة فكرة عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، يومه السبت 17 ديسمبر: "ترفض القيادة العليا للسلطة الفلسطينية حتى اللحظة، إدانة مذبحة السابع من أكتوبر، بل يمدحها بعضهم علنًا. هل نتركهم يسيطرون على غزة بعد الحرب؟ ألم نتعلم؟ لن أسمح بحدوث ذلك". ونفى مسؤول إسرائيلي لأكسيوس فكرة أن يكون سوليفان قد طرح خلال مناقشاته في إسرائيل، الخميس، مسألة عودة عناصر السلطة الأمنية في غزة للعمل مجددا. وعلى الرغم من اعتراف إسرائيل بأن عناصر الأمن التابعين للسلطة، يساعد في منع هجمات في الضفة الغربية ضد إسرائيل، فإنها قالت إن السلطة الفلسطينية "فقدت السيطرة على أجزاء من الضفة". وخلال الأيام الماضية، وجه الرئيس الأميركي انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي قوبلت بردود من نتانياهو وحلفائه في التيار اليميني في إسرائيل، مؤكدين عدم التراجع عن أهدافهم بالقضاء على حماس، ورفضهم إعادة طرح سيناريو "حل الدولتين"، أو ما وصفه نتانياهو ب "خطأ أوسلو". كما طالت انتقادات بايدن "نتانياهو شخصيا، بسبب القصف العشوائي الذي أدى إلى تآكل الدعم الدولي لإسرائيل"، بحجة أن رئيس الوزراء "يدين بالفضل" لأعضاء حكومته من اليمين المتطرف داعيا إياه لتغيير الحكومة الإسرائيلية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. ورد نتانياهو في مقطع مصور، رافضا مقترحات بايدن، بإعادة تنشيط السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتتولى الحكم بعد الحرب في غزة، وأشار إلى نيته بإبقاء القوات الإسرائيلية في القطاع إلى أجل غير مسمى. واندلعت الحرب بعد هجمات شنتها حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولاياتالمتحدة ودول أخرى، على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وتعهدت إسرائيل ب "القضاء على حماس" وشنت قصفا جويا مكثفا على قطاع غزة، ترافق مع عمليات عسكرية برية بدأت 27 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 19 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب سلطات القطاع الصحية.