ينتظر أن تشرع شركتي النظافة المفوض لها تدبير القطاع بالدارالبيضاء في غضون الأسابيع القادمة، الشروع في جمع النفايات الهامدة التي شكلت منذ سنوات نقطة سوداء بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، وذلك عقب توصل جماعة البيضاء ووزارة الداخلية إلى اتفاق ينص على منح شركتي النظافة مهمة جمع مخلفات البناء أو ما يعرف بالنفايات الهامدة. وقد تم الكشف عن هذا المستجد خلال أشغال الجلسة الثانية لدورة فبراير العادية لمجلس جماعة الدارالبيضاء التي عقدت يوم الأربعاء 22 فبراير 2023، حيث استهترت نقطة هذا الموضوع المدرجة ضمن نقاط جدول أعمال الدورة المذكورة، باهتمام كبير والتصويت عليها بالإجماع، ليتطرق مولاي أحمد أفيلال نائب رئيسة جماعة الدارالبيضاء، المكلف بقطاع النظافة إلى التفاصيل، بتأكيده على أن جمع النفايات الهامدة المنتشرة بأرجاء جميع مقاطعات الدارالبيضاء 16، لم يكن بالأمر الهين، مشيرا في السياق ذاته، إلى أنه تم تحديد مبلغ 120 درهما للطن، مقابل فرض رسم جبائي يقدر ب 10 دراهم للطن على المنتجين الكبار لهذه النفايات.
وأضاف مولاي أحمد أفيلال، أن مجلس الجماعة تمكن من إقناع شركات النظافة بالانخراط في جمع النفايات الهامدة، رغم أن المقابل الذي سيمنح لهم يظل قليلا مقارنة مع حجم هذا النوع من النفايات التي تشكل منذ سنوات نقطة سوداء، ولم تتمكن المجالس السابقة من تخليص البيضاويين منها، مردفا أن جماعة البيضاء ووزارة الداخلية توصلا إلى اتفاق ينص على منح الشركتين المكلفتين بجمع النفايات المنزلية، مهمة جمع النفايات الهامدة، وذلك في إطار عملية مراجعة عقود شركات النظافة من أجل دفعها إلى الانخراط في عملية جمع النفايات الهامدة، مشددا في السياق ذاته على أن رؤساء المقاطعات ألحوا غير ما مرة بأن تتولى الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة، جمع النفايات الهامدة، لكونهم يدركون جيدا تداعيات النفايات الهامدة بتراب مقاطعاتهم. وأشار أفيلال إلى أن وزارة الداخلية والوزارة الوصية على قطاع البيئة، سبق أن وقعتا على اتفاقية سيتم بموجبها تخصيص غلاف مالي قدره 150 مليون درهم من أجل دعم جماعة الدارالبيضاء في عملية جمع النفايات الهامدة التي يقدر حجمها بأزيد من 4 مليون طن وفق دراسة أنجزتها شركة التنمية المحلية "كازا بيئة"، موضحا أنه سيتم رمي النفايات الهامدة بأحد مناجم الأحجار الصفراء التي توقفت عن الخدمة منذ سنوات بإقليم مديونة. وفي سياق مرتبط بقطاع النظافة، أكد مولاي أحمد أفيلال أن جماعة الدارالبيضاء، أصبحت تفي بالتزاماتها المالية تجاه شركات النظافة المفوض لها بتدبير القطاع، مشددا على أن مجلس الجماعة أدى ما بذمته من ديون كانت متراكمة منذ سنة 2019 لفائدة شركتي النظافة، البالغة 332 مليون درهم، وأن المستحقات المالية أصبحت تؤدى في حينها شهريا. يشار إلى أن ساكنة الدارالبيضاء تنتج يوميا 700 متر مكعب من مياه النفايات المنزلية، أي ما يمثل نسبة 65% من هذه النفايات والتي ينتج عنها إنتاج عصارة "ليكسيفيا"، كما أعلنت رئيسة مجلس جماعة الدارالبيضاء أنه سيتم تحويل المطرح القديم للنفايات بمديونة إلى منتزه بيئي إنصافا للساكنة القريبة منه.