السياسة الخارجية الإسبانية لا تتعامل مع ملف الصحراء مُجرَّداً غيرَ موصول بل يُشكِّل في أجندتِها وانشغالاتها حَلقة في سِلسلة مِن القضايا والملفات القديمة – الجديدة بَعد 1830 أضحت فرنسا تتوسَّع على حساب التراب الصَّحراوي للمغرب شرقا وجنوباً، فضلاً عن بلاد شنقيط (موريتانيا لاحقا)، ثمَّ تَرَاضَتْ مَعَ إسبانيا بمُقتضى أو وفاق ومعاهدات على اقتسام المغرب، وجاءت اتِّفاقيةُ الحماية لتُكرِّس واقع هيمنة الإسبان على ما عُرِف بالصحراء المغربية الكبرى. وقد جُوبِهَ الاحتلال للجنوب الصّحراوي بمقاومة شعبية عارمة منذ عهْد المولى عبد العزيز (1894-1909)، وامتداداً إلى 1959 مع جيش التحرير المغربي. واصل المغرب جهودَهُ مِن أجل إعادة ضمّ الصحراء المغربية إلى حظيرة الوطن، بِبُعْدَين: سياسي دبلوماسي، ونضالي تَحريري.
فَعَلامَ استَمرَّ طابَعُ مُنَكافة المغرب في صحرائه ووحدته الترابية لفتراتٍ طويلة من مسار العلاقات المغربية الإسبانية؟ لماذا الإصرار على ازدواجية الموقف الإسباني، ما بين دَعم ظاهِرِيٍّ لمسلسل السّلام والمبادرات الأمَمية؛ والمسانَدة الباطِنية للبوليساريو؟ ألم تُقدِّر الأطراف المعنية بالنزاع مَخاطِر عُقدة التجزئة والانفصال في الصحراء على المغرب العربي؟ وما الذي تعنيه للجميع قضية الصّحراء المغربية؟