الدينامية التنموية بأقاليم الشمال بعد إنهاء التهريب المعيشي كشفت وسائل إعلام محلية بمدينة سبتة السليبة عن توجس سلطات الاحتلال الإسباني بالثغرين السليبين سبتة ومليلية من الدينامية التنموية التي يشهدها شمال المغرب، بعد إقدام الرباط على وقف التهريب المعيشي وإغلاق المعبرين الحدوديين، مما أدى إلى تعميق الأزمة الاقتصادية التي كرستها الجائحة بالمدينتين المحتلتين.
وأطلقت السلطات العمومية بعمالتي المضيقالفنيدقتطوان، سلسلة من البرامج والمشاريع والتدابير المتخذة في أفق خلق منطقة تجارية تستقطب الشركات العالمية، بهدف تشجيع خلق فرص الشغل وتحسين الوضعية الاجتماعية للساكنة المحلية، التي احتجت، في وقت سابق، على غياب فرص الشغل وبدائل اقتصادية.
وهكذا انطلقت الأشغال فعليا لإنجاز منطقة صناعية بمنطقة «حيضرة « ضواحي مدينة الفنيدق، حيث تم الانتهاء من الدراسات التقنية والشروع في أشغال الحفر وشق الطرقات ومد شبكات الماء والكهرباء والإنارة العمومية والتطهير.
وتمتد المنطقة الصناعية بمنطقة حيضرة على مساحة 15 هكتارا، وعلى وعاء عقاري تابع للأملاك المخزنية، وسيتم تجهيزها من قبل القطاعات العمومية المعنية وبناء الوحدات التي سيتم تأجيرها ووضعها رهن إشارة الراغبين في الاستثمار بالمنطقة بأثمنة تشجيعية.
كما تم مؤخرا التوقيع على ثلاث اتفاقيات استثمار مع ثلاث شركات خاصة للاستقرار على مستوى عمالة المضيق-الفنيدق، وتختص هذه الشركات الثلاث في مجال إعادة تدوير النسيج والصناعات الغذائية وتثمين منتجات البحر، في انتظار الإعلان عن استثمارات أخرى.
في السياق ذاته، تم وضع البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان، الذي انطلق بشكل فعلي في مارس من عام 2020، وتم تخصيص غلاف مالي بقيمة تصل إلى 400 مليون درهم، تمت تعبئته في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال.
كما تمت برمجة 50 مشروعا في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيقالفنيدق وإقليم تطوان، أنجز من ضمنها 25 مشروعا، بغلاف مالي ناهز 3 ملايين درهم.
ويتعلق الأمر ببرنامج المبادرات الاقتصادية المندمجة لعمالة المضيقالفنيدق للفترة 2021-2023، الذي يروم تعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال تمويل مشاريعهم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع القطاعات الوزارية المعنية، والهيئات المنتخبة، والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، بغاية الإسهام في خلق الثروة وإحداث فرص الشغل.
كما تعززت الدينامية التنموية بشمال المغرب بإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز منطقة الأنشطة الاقتصادية للفنيدق في شهر يونيو الماضي، والتي ستخصص للتجارة والصناعات التحويلية الخفيفة، ويتعلق الأمر بأشغال إنجاز شطر أول يمتد على 10 هكتارات من مشروع ينتظر أن يمتد على مساحة إجمالية تناهز 90 هكتارا.
وسيساهم هذا المشروع، الذي تسهر عليه كل من وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ووكالة طنجة المتوسط، في توفير بدائل مدعومة بإنشاء منصة لنقل السلع القادمة من مدينة سبتة عبر ميناء طنجة المتوسط.
كما عرفت جهة طنجةتطوانالحسيمة أيضا إطلاق مشروع منفذ للتسويق، حيث سيوفر هذا المشروع تجربة جديدة للتسويق بشمال المملكة، من خلال استقرار العلامات التجارية العالمية للملابس والإكسسوارات.
وشرعت مؤسسة طنجة المتوسط، في تجهيز المنطقة التجارية الجديدة الواقعة بين مدينتي تطوانوالمضيق على مستوى منطقة الرأس الأسود (جماعة مرتيل)، وذلك على مساحة 70 هكتارا. حيث من المقرر تسليم الشطر الأول، البالغ مساحته 30 هكتارا، خلال شهر أبريل من سنة 2022.
وقد تم تخصيص 10 هكتارات كمساحة مركزية للمنطقة التجارية الجديدة لإنشاء مشروع منفذ للتسويق، قابلة للتوسعة إلى 20 هكتارا، مخصصة للتجارة الموجهة للعموم.
والأكيد أن هذه البرامج والمشاريع الاقتصادية الواعدة ستساهم في تعزيز الإقلاع الاقتصادي والنهوض بالتشغيل بإقليم تطوان وعمالة المضيقالفنيدق.