مجموعة من الباحثين والأساتذة يبرزون المكانة التي يحتلها المغرب على صعيد القارة السمراء. قال بوبكر الفقيه التطواني، إن المغرب يعد رقما أساسيا في المعادلة الإفريقية، وذلك من خلال الإنجازات التاريخية التي حققها، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله في السنوات الأخيرة، و التوجهات التي نهجتها السياسة المغربية، مؤكدا في ندوة علمية نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بسلا يوم الخميس المنصرم، أن المغرب استطاع تعزيز حضوره عبر إرساء جيل جديد من العلاقات بين دول القارة السمراء، يرتكز بالأساس على التعاون وتدعيم الشراكة الاقتصادية، مما يرسخ الاستفادة من منطلق رابح-رابح. المغرب بلد إفريقي في السياق نفسه، أكد الموساوي العجلاوي، الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، أن المغرب بلد إفريقي وجزء لا يتجزأ من إفريقيا، ودستور 2011 في ديباجته يشير إلى أن أحد أهم مكونات الهوية المغربية يكمن أساسا في البعد الإفريقي، و أشار أن مقولة المغرب وإفريقيا ما هي إلا تمييز لفظي و ليس قوميا. كما أفاد أن إفريقيا تعيش مرحلة أساسية في التحولات الدولية، ومشاكل كبيرة تكمن في سوء وظائف الدولة، خصوصا في المجالات التي تشكل المحرك الأساسي لها، (الاقتصادية، الأمنية، الصحية والسياسية....الخ). وتابع إن هذه التحولات شكلت السبب الرئيسي في الموقع الحالي للمغرب داخل الدول الإفريقية، خصوصا بعد عودته للاتحاد الإفريقي سنة 2017، الأمر الذي ساعده في أخذ موقع أساسي داخل المؤسسات الإفريقية والتأثير في بعض قراراتها. هل تمكن المغرب من بلورة سياسة إفريقية حقيقية؟ أوضح هشام حافظ، أستاذ باحث بمعهد الدراسات الإفريقية، أن الإجابة عن تمكن المغرب من بلورة نموذج تعاون إفريقي-إفريقي يستدعي بالضرورة التطرق إلى ثلاثة محاور أساسية: ركائز هذه السياسة، التحديات التي سيواجهها المغرب والمكتسبات التي سيحظى بها خلال توجهه لسياسة افريقية حقيقية. كما أكد على المرتكزات التي ستمكن من بلورة هذا النموذج التعاوني، حيث لخصها في ثلاثة سياقات مهمة: الدولي، الإفريقي و الوطني. وبالتزامن مع ذلك أشار حافظ إلى الإصلاحات التي قام بها المغرب من تنويع الشركاء الاقتصاديين مع دول الجنوب ودول الشمال، والبنيات التحتية، مكنته من اكتساب عدة تجارب، وبلورة نموذج يعتمد عليه في إنشاء سياسة افريقية حقيقية.