اتهام المغرب بالضلوع في الأعمال العدائية ضد الجزائر مع أطراف أجنبية ردت الجزائر على المبادرة الأخوية التي تقدم بها جلالة الملك لطي صفحة الخلافات والتصالح و البدء في بناء علاقات متينة على أساس الثقة والحوار وحسن الجوار ، وتمثل الرد الجزائري في الاتهامات التي وجهها الرئيس عبد المجيد تبون إلى المغرب بالضلوع في الأعمال العدائية المتواصلة ضد الأمن القومي الجزائري ، بالاشتراك مع أطراف أجنبية . وقال الرئيس الجزائري في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى للأمن ، إن حركة الباك المصنفة إرهالية تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة من المغرب والكيان الصهيوني ، وأضاف قائلاّ إن هذه الأعمال العدائية المتكررة ضد الجزائر تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين ، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية. وتأتي هذه الاتهامات الجزافية والباطلة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى المملكة المغربية ، في أعقاب الحرائق التي نشبت في ولاية تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائرية ، و التي كان المغرب قد وضع طائرتين مخصصتين لإخماد الحرائق رهن إشارة السلطات الجزائرية إذا هي وافقت ، و بناء على توجيهات جلالة الملك ، قام وزيرا الخارجية والداخلية بالاتصال مع نظيريهما دون أن يأتي رد إيجابي منهما. ولكن النظام الجزائري اتهم المغرب بالوقوف وراء تلك الحرائق بتقديم الدعم والمساعدة لجهات جزائرية من المعارضة المنتمية إلى منطقة القبائل الأمازيغية ، من أجل إشعال الحرائق في جبالها و القرى والبلدات التابعة لها. وهذا تصرف غير طبيعي من الجارة الجزائرية أثار كثيراّ من الاستغراب . ولكن هذه هي الطريقة التي يتصرف بها النظام الجزائري ، الإعراض عن اليد الممدودة له لطي صفحة الماضي ، والإقبال على تأجيج نار التوتر والخلاف والعداوة.
فكيف يعقل أن يتآمر المغرب على الجزائر و يكرر الأعمال العدائية ضد أمنها القومي ، في الوقت الذي قال فيه جلالة الملك إن الشر لن يأتي للجزائر من المغرب ، داعياّ إلى فتح الحدود واستئناف دورة جديدة من العلاقات بين البلدين . وهل مما يقبله المنطق والمصلحة المشتركة بين البلدين وروابط الأخوة ، أن يشترك المغرب مع أية من دول العالم في أعمال عدائية تستهدف الجزائر . أية مصلحة للمغرب في الإضرار بالأمن والاستقرار في الجزائر . ألم يقل جلالة الملك في خطاب العرش أن ما يضر الجزائر يضر المغرب؟.
إن ما قاله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مجانب للحقيقة ومنافٍ لقواعد حسن الجوار و عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاّ ، وهو ما يثير الاستغراب ،خصوصاّ في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم . فهل النظام الجزائري لا يراعي مصلحة بلاده ، وهو يفتعل هذه الأزمة الجديدة بإطلاق الاتهامات الباطلة ضد المغرب ؟.
أما دعوة الرئيس الجزائري إلى إعادة النظر في العلاقات بين البلدين ، فهذا شأنه ، فهو الرئيس المنتخب والساهر على مصالح بلاده، وكذلك الأمر بالنسبة لتشديد الرقابة الأمنية على الحدود الغربية لبلاده ، فهذا شأنه أيضاّ ، ولكن ما ليس شأنه أن يورط بلاده في أزمة جديدة تزيد في توتر الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة من القارة الأفريقية.