اعتبر «جون مايكل تيبيري» المدير التنفيذي لشركة «ريضال» أن ما وقع من فيضانات بالشوارع و الطوابق التحت-أرضية والمرائب، خلال التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الرباط ونواحيها في 15 شتنبر المنصرم ، يعود بالأساس إلى نوعية التجهيزات أو بسبب بعض أنواع الإيصالات غير الموافقة لدفتر التحملات كالربط التحت-أرضي المباشر لبعض المحلات السكنية التي تؤدي إلى رجوع الماء عبر الشبكة ، وأفاد أن حالة التي عاشتها الرباط صباح ذلك اليوم تعود بالأساس إلى عدم قدرة الشبكة على احتواء مياه الأمطار وكذا عدم قدرتها على التفريغ الكلي للمياه «وهو شيء ليس غريبا بالنظر إلى الطابع الاستثنائي لهذه التساقطات» . وقال جون تيبيري في ندوة صحفية نظمتها يوم الخميس المنصرم شركة «ريضال» التابعة لمجموعة «فيوليا البيئة « إن ما وقع خلال ذلك اليوم يتعلق بفترة مرجعية لأحوال مناخية تعود لما يزيد عن 30 سنة، وهذا يعني أن أمطارا بهذه القوة لا تأتي من الناحية الإحصائية إلا مرة كل 30 سنة أو أكثر» ، وأضاف أنه رغم الصيغة الفجائية التي ظهرت بها تلك الأمطار ورغم قوتها التي وصلت إلى 89 ملم خلال ما يقارب 3 ساعات فقط (بين السادسة ونصف صباحا والتاسعة ونصف صباحا) ، فإن «ريضال» لم تذخر أي جهد خلال ذلك اليوم واليوم الموالي لإعادة السير العادي للشبكة ولمساعدة الساكنة التي واجهتها مشاكل تسرب المياه ، حيث تمت معالجة ما يفوق 1300 نداء من طرف مصلحة «ريضال الإغاثة» خلال الصبيحة 15 شتنبر؛ أي ما يعادل 6 مرات تلك المسجلة خلال يوم عادي ومعالجة 90 بالمائة من الشكايات المسجلة خلال 48 ساعة و قامت بعد ذلك «ريضال» بإجراء تشخيص دقيق للشبكة وتدرس حاليا بمعية السلطة المفوضة العديد من السيناريوهات لتقوية الشبكات. وأكد المدير التنفيذي ل «ريضال « أنه وبعد الحادث المذكور وعملا بالبرنامج الاستعدادي للموسم الشتوي، قامت «ريضال» بأعمال وقائية لنكس وتنقية شبكات ومرافق التطهير لتدبير مياه الأمطار بشكل أفضل واستباق الحلول الملائمة للحد من مخاطر الفيضانات، و تم وضع العديد من الموارد البشرية والتقنية رهن إشارة جهاز اليقظة خصوصا من خلال المتابعة الدائمة لتجهيزات الضخ ولأجهزة قياس التساقطات مع تحويل الإنذارات نحو الهواتف النقالة لفرق الملازمة. وأكد السيد تيبيري أنه بالموازاة مع هذه الإجراءات الوقائية الهامة، تم وضع مخطط لتدبير الأزمة الذي مكن من تعبئة مجموع أعوان الملازمة والمداومة « إذ سيتم تفعيله وفقا لإنذارات أحوال الطقس «، ويهدف هذا المخطط إلى إعادة انتشار الفرق ووسائل التدخل بمناطق محددة تفاديا لمشاكل التنقل الراجعة إلى عرقلة حركة السير. وتأتي هذه الإجراءات حسب تيبيري بالموازاة مع الاستثمارات المنجزة كل سنة والرامية إلى القضاء على النقاط السوداء والتي تقوم على وضع منشآت التفريغ وتجميع مياه الأمطار للرفع من القدرة على تصريف المياه (فوهات المجاري، قنوات التفريغ والتصريف) و إعادة الهيكلة، وتقوية الشبكات وتوسيعها بهدف تطهير المناطق التي لم تشملها بعد هذه العملية وتجديد شبكات التوزيع المتهالكة. ولم يدع المدير التنفذي ل « ريضال « فرصة إقامة هذه الندوة تفوت دون أن يذكر بمجموع من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من قبل الشركة المذكورة منذ بداية سنة 2009، حيث قامت ريضال بنكس 290 كلم من طول الشبكة وما يزيد على 50.000 فوهة المجاري وقامت بتطهير 17.000 بالوعة (نصفها خلال أشهر يوليوز وغشت وشتنبر)، بالإضافة إلى 33 نقطة سوداء ذات طبيعة خاصة يتم حاليا القضاء عليها بتعاون مع السلطات المحلية بكل من الرباط وسلا والصخيرات تمارة.